منتديات رمضان حمود التعليمية
حضارة وادي ميزاب 71034love
مرحبا بك زائرنا الكريم ، نتمنى أن تكون في تمام الصحة و العافية

سنسعد كثيرا لتسجيلك ومشاركتك معنا - نحن بإنتظارك
منتديات رمضان حمود التعليمية
حضارة وادي ميزاب 71034love
مرحبا بك زائرنا الكريم ، نتمنى أن تكون في تمام الصحة و العافية

سنسعد كثيرا لتسجيلك ومشاركتك معنا - نحن بإنتظارك
منتديات رمضان حمود التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تعليمي يشمل مستويات المتوسط و الثانوي و العديد من الأقسام في كل المجالات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالدردشة

 

 حضارة وادي ميزاب

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نذير H
♥ عضو ♥
♥ عضو ♥
نذير H


ذكر ♠ عدد المساهمات ♠ : 73
♠ العمر ♠ : 34
♠ الولاية ♠ : setif
♠ نقاط النشاط ♠ : 15798
♠ السٌّمعَة ♠ : 2
♣ التوقيت ♣ :

حضارة وادي ميزاب Empty
مُساهمةموضوع: حضارة وادي ميزاب   حضارة وادي ميزاب I_icon_minitime2010-03-09, 20:59

يقول الكاتب المفكر رمضان حمود:
"إذا جهلت أمة تاريخها فقد جهلت مستقبلها،وإذا جهلت مستقبلها فقد أسرت نفسها بيدها وألقتها في يد غيرها "
أيها القارئ الكريم يسعدني أن أقدم بين يديك هذه البسطة الموجزة عن تاريخ منطقة وادي مزاب وعن أعرافها و تقاليدها لعلها تسعفك و أنت تتجول في ربوعها للإطلاع الواعي و التعرف النزيه وقديما قال الحكماء " أ دخلوا البلد بأهلها "
إن بني مزاب رغم قلة عددهم نالوا شهرة كبيرة في الجزائر خاصة، وفي المغرب الكبير عامة وذلك لانتشارهم فيه منذ قرون و للمستوى الاستثنائي الذي بلغه نشاطهم الثقافي والاقتصادي والسياسي لذلك فإنه من الإنصاف أن ينشر لهم هذا البحث الزهيد الذي يرسم مسارهم الحضاري عبر التاريخ ويبيّن أهمّ معالم وجودهم.
يتمركز البحث حول التطوّر الحضاري لهذه الجماعة مدة ما يزيد عن اثني عشر قرنا و حول مميزاتهم و عاداتهم و تقاليدهم و تأثرهم وتأثيرهم في غيرهم، وهذا على مستوى وادي مزاب .
قبل أن ألجأ إلى هذا المحور الأساسي إرتأيت أولا أن أقدم تعريفا و لو مختصرا عن بلاد الشبكة و عن عرق البربر و عن الشخصية( المصعبية) أو المزابية و ماذا كانت ديانتهم قبل الإسلام ولغتهم و نظامهم الاجتماعي و الاقتصادي و مدنهم الأولى قبل و بعد مجيء الإسلام .
بطاقة عن بلاد الشبكة:
يطلق هذا الاسم على هضبة صخرية كلسية, تقع شمال صحراء الجزائر و تمتاز عن باقي المناطق بطبعتها القاسية, فهي صحراء ضمن صحراء.
سميت كذلك لأنه تتخللها أودية عديدة لا يتجاوز عمقها مائة متر تتجه كلها من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي , لتنتهي عند بحيرة تكتنفها الرمال , شمال غرب ورقلة الولاية المجاورة لولاية غرداية في سبخة الهيشة على بعد 16 كلم من" نقوسة" شمال غرب ورقلة.
مساحة بلاد الشبكة حوالي 38 ألف كلم مربع و يحدها شمالا وادي بوزبيّرو غربا وادي
زرقون وتمتد شرقا فتشمل زلفانة و القرارة و تختلط جنوبا مع بلاد شعانبة مركزها الحالي مدينة غرداية التي تبعد عن الجزائر العاصمة ب: 590 كلم جنوبا, حيث نجدها في تقاطع خط عرض الشمال 32 ْ و 30 ْ و خط الطول الشرقي 30 ْ و 45ْ .
هواء المنطقة جاف جدا و مما يزيده جفافا، الرياح المثيرة للرمال القادمة من الجنوب الغربي خاصة في نهاية الشتاء و بداية الربيع.
تبلغ درجة الحرارة القصوى ببلاد الشبكة 50 درجة بينما أدنى درجة لا تنزل تحت الصفر ومعدل الأمطار السنوي بها 67 مليمتر .
أهم الأودية التي تتخلل بلاد الشبكة هي واد زقرير و واد انسا و واد ميزاب و واد متليلي
بلاد الشبكة كانت عامرة منذ أقدم العصور ، من العصر الحجري الأول فقد ألقى الدكتور "بيير روفو" في الدورة الحادي عشر لمؤتمر ما قبل التاريخ المنعقد بفرنسا عام 1934م محاضرة بيّن فيها حصيلة بجولته الميدانية ، في بلاد الشبكة ذكر فيها بالتفصيل احدي عشرة محطة من العصر الحجري الأول ، وصف فيها ما جمعه من أدوات ذلك العصر التي بلغ عددها 2959 أداة بالإضافة إلى ذلك فإن المنطقة غنية بالرسوم على الصخور تثبت أن إنسان ما قبل التاريخ استقر حينا من الدهر ، قبل أن تصبح صحراء قاحلة يوم أن كانت جنة خضراء .
هذه الصخور التي تعد, نقشت عليها رموز و حروف أمازيغية و أعداد و لعلها كانت بمثابة عقود بين البدو والمتعاملين، تسجل معاملاتهم الهامة، وتوجد رسوم أكثر قدما للحيوانات على بعض الصخور التي كلستها المياه المالحة يوم كانت أودية الشبكة بحرا .
بلاد ميزاب هي الجزء الأكبر من بلاد الشبكة و تضم اليوم المدن السبع كما سيأتي، أما بنو ميزاب فلا يسمون بلادهم بلغتهم إلا "آغلان " و يطلقون على وادي ميزاب "إغزر أوغلان "علما أن كلمة إغزر باللغة الميزابية معناها الوادي .
من هم البربر:
هم أبناء بربر بن تملا بن مازيغ و يسمون أنفسهم أمازيغ نسبة إلى جدّهم مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام.
كان البربر أوّل عهدهم بالشام مع أبناء عمّهم فلسطين فوقعت بين الطرفين حروب فهاجر البربر من الشام، فساروا إلى المغرب الكبير عبر مصر،واستوطنوه في العصر الحجري ،وعمّروه من غرب النيل إلى المحيط الأطلسي .
إن البربر ينقسمون إلى قسمين ،البرانس و البتر كل فرع يتشعّب إلى قبائل كثيرة لا تحصى ،فشعب زناتة الذي ينتمي اليه بنو ميزاب هو أحد شعوب البتر كان موطنها جنوب طرابلس بليببا و بالتحديد بجوار جبال نفوسة ، وفي جبال الأوراس بالجزائر و من مليانة إلى واد ملوية و في صحراء ورقلة وواد مزاب والأغواط
من هم بني مزاب: يقول الشيخ عبد الرحمان بكلي سكان مزاب الأصليون من قبيلة بني مصعب البربرية فرع زناتة العظيمة.
و سبب تحريف مصعب إلى مزاب أن من البربر من لا يستطيع النطق بالعين محققة ، و إنما ينطق بها همزة ،وقد يسهّلها الى الألف و نجد ذلك جليّا في بعض المخطوطات القديمة التي نقرأ فيها مثلا "عمي سعيد "التي أصبحت " أمي سعيد " .
ثم إن تقارب مخارج الصاد و الزاي من جهة و تعدّد اللهجات و اللألسنة من جهة أخرى و تقادم العهد من جهة ثالثة أدّ ت إلى إختلاف النطق لهذه الكلمة فقالوا مصعب و مصاب و مضاب و مزاب و مما يؤيد هذا الرأي إبدال بني مزاب للصاد زايا في بعض الكلمات العربية مع تفخيمها مثل الصلاة والصوم اللتين أصبحتا تزاليت و أزومي و مصعب هذا هو مصعب بن محمد بن
بادين انتقل بنوه إلى الوادي مع بني إخوته عبد الواد و تجين و زردال و هم من الطبقة الثانية من زناتة انتقلوا إليه لأسباب سياسية حسب رأي ابن خلدون .
تتفرع زناتة إلى خمسة فروع من بينها واسين و تشمل واسين كلا من بني مرين و بني راشد و بني بادين، و الى بني بادين ينسب بنو مصعب .

اللغة المزابية:
أصلها زناتية و هي قريبة جدا من القرارية و الشاوية و الشلحية و النفوسية ومن خصائصها الإبتداء بالساكن كقولهم (تمارت) للحية و (تفويت) للشمس ، و من خصائصها اجتماع ساكنين او أكثر كما في المثالين السابقين .
تاء التأنيث تكون في أول الاسم فنقول (تَبَجْنَ) ،وقد يكون المؤنث في المزابية مختوما بتاء كذلك ،والأمثلة كثيرة و منها (تَمَـطّـتْ ) للمرأة و ( تـْوَارْتْ ) لأنثى الأسد .
و كذلك لا توجد في اللغة المزابية صيغة التّثنية .
إن اللغة المزابية غنية بالأمثال التي تغني عن الكلام الطويل ، أي بما هو معروف في اللغة العربية بجوامع الكلم ،منها مثلا ( ِويْـوفِـيـنْ ولِـيطّيـفْ أدبْـرَسْ وُ لِـيـتِّـيـفْ ) ومعناه من وجد و لم يقبض سيبحث و لا يجد ، يضرب مثلا لمن ضيع الفرص .
لا توجد في المزابية صيغة التثنية .
ومن الكنايات الميزابية قولهم( تًـقًّـنْ سُوولْمَـانْ ) ومعناه: مربوطة بخيط واه وهو كناية عن عدم إحكام الأمور
وللمزابيين قصائد شعرية يتغنون بها في المناسبات كوقت الدرس للفلاحين ، وأوقات النسج للنسوة ، وفي أيام الأعراس للفتيات ، وفي الأعياد الدينية .
إن اللغة المزابية تأثرت كثيرا باللغة العربية لغة القرآن . لكن الألفاظ المقتبسة منها لم تبق على هيئتها الأولى بل صاغها المزابيون على قواعد لغتهم ، وركبوها تركيبا جديدا ، فانسجمت مع اللغة المزابية وصارت جزءا منها ، لا ينتبه إليها إلا من عرف أصلها . فكلمة( أَمْبـَارَشْ) أصلها مبارك وكلمة ( يـَتْـزَا لَّ) معناها يصلي .
ديانة البربر قبل الإسلام:
يقول الشيخ دبوز كان للبربر دين و ثني جاؤوا به من المشرق و كانوا يعتقدون بوجود إله يدبر هذا الكون ،ولكن لا ذات له ترى ،وإنما يتجلّى لهم في المظاهر التي تروّعهم بقوّتها أو بجمالها أو بغرابتها و بذلك يعبدون تلك المظاهر ،و هذا الإله الذي يعتقدون أنه مصدر الحياة اسمه "آمون" ومظاهره هو الكبش الأقرن وبعض الحيونات الأخرى ،وبعض الكواكب منها الشمس و القمر.
النظام الإجتماعي عند بني مزاب قبل الإسلام:
كانت كل قرية تدبر شؤونها و تحكم نفسها بنفسها، و كان لكل قرية مجلس تنتخبه القرية بواسطة أعيانها و إذا كانت القرية تشتمل على قبائل كثيرة ،قدّمت كل قبيلة من يمثلها من المجلس و يرأس المجلس رئيس ينتخبه الأعضاء من بينهم .
ان هذا المجلس هو الذي يدبّر أمور القرية ويسنّ القوانين لها ،و يفض خصوماتها إنه المجلس التشريعي و القضائي ورئيس المجلس هو القوّة التنفيدية .
لقد أيّد هدا النظام الديموقراطي ما جبل عليه البربر من حب الإستقلال والإعتداد بالنفس و الإعتماد عليها فكرهوا أن يسوسهم أمير واحد قد يجور عليهم ،فيعاملهم بما لا يوافق مزاجهم ولقد سموا أمازيغ بما معناها ًالرجال الأحرارً .
حياة بني مزاب الاقتصادية قبل الإسلام:
كان يعيش أغلبهم على المواشي، والتنقل بها عبر أرجاء الشبكة،بحثا عن الكلأ فكانت حياتهم في منتهى البساطة شأنهم في ذلك شأن قبائل البدو في كل مكان . أما صناعتهم كانت تقتصر على نسج الخيام و الألبسة من الوبر فلم يكونوا يتعاطون نسج الصوف إلاّ ما كان يشتغل به سكان (أغرم أن تالزضيت) أي قصر الصوف و هو ما يميزهم عن باقي بني مصعب و أدى إلى تسمية قريتهم تلك بتلك التسمية .
مدن بني مزاب الأولى قبل الإسلام:
كان بنو مصعب يسكنون الخيام والغيران، ثم أسّسوا تجمعات سكنية تطورت حتى أصبحت قرى,أشهر القرى التي أسّست حوالي ثمانية ألاف سنة قبل ميلاد المسيح وهن كالآتي قصر تالزضيت وهي الآن خربة على بعد 6 كلم جنوب شرق العطف .
وأقاموا أهلها حصن يعلوها،يلجئون إليه وقت الخطر لا تزال أسواره قائمة الى اليوم .
وهناك عدد من القرى مشابهة نذكر منها أولوال الذي لم يبقى منه إلا حصنه و هو أقرب إلى العطف من تالزضيت و منه تبدأ الواحة التي تحمل اسمه، إن هذا الحصن دليل على وجود قرية أسفله في الوادي، لم يبقى لها اثر.
مدن المعتزلة بعد الفتوحات الإسلامية:
ذكر الشيخ باكلي عبد الرحمان إن من بين القرى العهد الأول قرية ًأوخيرة ً وهي تقع شرق العطف لا يفصل بينهما سوى وادي ميزاب و يشهد على وجود هذه القرية مسجدها لا يزال قائما إلى اليوم .
وبين القرى القديمة قصر ً الأخش ً قريبة من بنورة من الجنوب الشرقي لها على يسار الذاهب إلى العطف، وقصر " تمزّارت" شمال ملتقى وادي ميزاب و كذلك وادي آزويل كانت تدل عليها قبة كانت تزار سنويا يقال أنه أنشأها الشيخ باسعيد بن أبي بكر الإباضي عندما استقر بالوادي وكان من قبل يتردد إليها يرشد المعتزلة إلى الحق وعلى يسار الذاهب إلى أجنة بني يزقن الحالية و قرب مدخل شعبة "مّومّو " قرية من ذلك العهد إسمها ً تيريشين ً انقرضت و لم يبقى منها أي أثر سوى أسوار المسجد و محضرة لتعليم الصبيان القرآن.
كذلك قرية ً آقنوناي ً على يمين الذاهب إلى اجنة بني يزقن قرب موقع السدّ الكبير الحالي.
ومن القرى القديمة جدا قرية " تلات موسى" بواحة بني يزقن .
ويذكر الشيخ ابراهيم مطياز قرية ً بوهراوة ً شمال شرق غرداية كانت معمورة بالمعتزلة انقرضت ولم يبقى لها أثر .
ومن القرى العتيقة كذلك قرية بوزيزة هذه البلدة الكبيرة بنيت على سفح جبل جنوب غرب غرداية وكان يسكنها المعتزلة، وكان أناسها ذوي أفكار ومرونة في الحروب وشجاعة نادرة وقد وقعت لها معركة مع البرابرة من الشمال، فانتصرت عليهم وقضوا على معسكرهم ،واستأصلوه على بكرة أبيهم ثم خرّبت .
وكذلك بعض القرى الأخرى نمر عليهن سريعا مثل قرية ً بوكياو ًًَََََلاتزال اطلالها تزار إلى اليوم وكذلك ً موركي ً فقد خربة بفتنة وقعت بين رئيسها، الشيخ يحي بن اسحاق وبين قبيلة من البدو يقال لها ًزاكيا ً و قرية ًبابا السعد ً : أقيمت غرب غرداية في أعلى جبل، يقال عندما بلغ أهل غرداية خبر قدوم غزاة من بني عباس حوالي 790 ه و 1388 م انتقلوا إلى ذلك المكان وتحصنوا به ثم إشتبكو معهم فانتصروا عليهم فدفنوا موتى الغزاة و ما تركوا من أسلحة و غيرها في موضعين معروفين إلى الآن .
أغرم انودّاي : أي القصر السفلي بين قصر المليكة الحالية و الوادي ،على سفح الجبل أسست عام 395 ه و1004 م خربها أولاد عبد الله عام 1123 م.
الانتعاش الحضاري لوادي مزاب:
أخذت المنطقة تشهد نوع من العمران ، عندما انتقل بقية الإباضية اليها من" تيهرت بعد زوال الدولة الرستمية " واستبداد العبيديين من الدولة الفاطمية على من خالفهم في الإتجاه المذهبي وتوالت هذه الحركة العمرانية في المنطقة بنزوح جانب كبير من سكان"سدراتة و ريغ و ورقلة " من الولاية المجاورة لبلاد مزاب ،عندما لحقها التخريب بالفتن الداخلية والغارات الخارجية بالإضافة عندما اشتد القحط و الجفاف عندما غارة ألف عين من الماء فهددت النسل و الحرث .
يضاف إلى هذه الهجرات الجماعية، استقبال وادي مزاب لعائلات أو لإفراد على مر القرون من المناطق المذكورة وغيرها من المناطق من شمال إفريقيا ،فقد إحتصن جماعات متلاحقة و أفراد شاركوا بني مزاب في إنشاء قراهم وتعميرها ،فقد أتى هؤلاء المهاجرون كما ذكرنا سابقا من ورجلان وسدراتة ووادي ريغ ،وقصر بني خفيان قرب المنيعة ،وجبل عمور وقصر البخاري و المدية ،ووادي غنيم قرب الأبيض سيدي الشيخ و من جبل نفوسة في ليبيا و من جزيرة جربة في تونس و من سجلماسة و فقيق و الساقية الحمراء و غيرها .
هؤلاء النازحون جميعهم إباضية أو اعتنقوا المذهب الإباضي عند استقرارهم بالمنطقة ،ويطلق عليهم جميعا اسم "بني مزاب "مثل من سبقهم بها منذ آلاف السنين .
وفي هذا المسار التاريخي فإن وادي مزاب قد وفد إليه عدة قبائل عربية وهي المذابيح ،الشعانبة، بنو مرزوق ،العطاطشة ،أولاد يحيى، المنادمة، أولاد نايل ،أولاد امغازي،أولاد لغواط ، كلهم بقوا على المذهب المالكي ، فلم يكد يستقر هؤلاء الإخوة بين أ ظهر بني مزاب،ولم يكونوا من الحظ من التمركز الحضاري حتى آووهم وتقاسموا معهم حظوظ المعاش تعليما وتنظيما اجتماعيا وتعامل صادق أمينا إيمانا منهم بإخوة الدين وحقوق الجوار والتاريخ شاهد على ذلك .
التنظيمات الاجتماعية و حلقة العزابة:
يجمع المؤرخون على أن انطلاق العمران في المنطقة بشكله الحضاري المستقر بدأ بمقدم الشيخ "أبي عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي النفوسي الإباضي " وبعد أن شرع الإباضية في النزوح إلى بلاد الشبكة ،أقام لهم الإمام ما يسمى بنظام حلقة العزابة ،لحفظ كيانهم وضمان الالتزام بالأحكام الدينية ،في الحياة الفردية و الاجتماعية ،على شكل إمامة صغرى ،واستطاع هذا النظام المحكم في ما بعد أن يستقطب كل التنظيمات الاجتماعية ،ويطبعها بالطابع الديني الصحيح ،ويغرس في نفوس الأفراد الولاء لله ورسوله ،في ما شرعه الدين الحنيف ،من آداب الجوار و التكافل الاجتماعي ،و التعاون على البر والتقوى ، ويتعهد هذا النظام يقظة الضمير الديني لدى الفرد و الجماعة ،بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ،وأحكام الولاية و البراءة ،ولقد صدرت دراسات ضافية في شأن هذا النظام الفريد في العالم ،أوصيك أيها المطلع الكريم بالرجوع إليها ،لأنه لا تتسع السطور لذكر تفاصيله ، سيما تلك الدراسة المختصرة في الكتيب الذي أصدره الدكتور محمد الناصر بعنوان " حلقة العزابة و دورها في بناء المجتمع المسجدي " نقتطف منه هذه الفقرة التي قدم بها الكتاب ( إن نظام حلقة العزابة تنظيم محكم لإمامة مصغرة ،فإن الدارس لما يعود إلى نظام الإمامة في الدولة الرستمية ،في مجالاتها الحيوية المختلفة ،يمكنه أن يلمس بعد زيارة ميدانية لوادي ميزاب كيف يتجسد هذا النظام ،في المجتمع المزابي تحت إدارة حلقة العزابة ،فإذا شاءت الأقدار والظروف السياسية ،ومنطق التغيير و التطور الحضاري للجماعات و الأمم أن تزيل الدولة الرستمية في تيهرت ،وهو أمر طبيعي فإن الذي لا يمكن أن تخطئه العين أو يشك فيه الدارسون أيضا هو أن الحكم التركي أو الاستعمار الفرنسي ،أو النظم السياسية و الإجتماعية التي سادة بعد الاستقلال ،لم تستطع أن تقضي على خصائص هذا المجتمع ،لأن التفسير البسيط لهذه الظاهرة الاجتماعية ،هو كونها نظاما يستمد إشعاعه من الشريعة الإسلامية نظريا و تطبيقيا ،و يسعى جاهدا مخلصا ليبقى وفيا لأصالته الإسلامية أول و قبل كل شيء .
و يحرص أبدا على مقاومة كل التيارات الداخلية التي تحاول في كل مرحلة من مراحله التاريخية أن تنخر عظامه وتقوض أركانه، و أحسب أن المؤسسين الأوائل الذين خططوا هذه القرى بالوادي مخططون يتميزون بحس حضاري دقيق ويتمتعون باعتزاز إسلامي عريق ،وكل الذين زاروا وادي ميزاب قديما وحديثا ،يقفون مبهورين حقا أمام هذا التناغم العجيب بين المبنى و المعنى ،و يندهشون لهذا الترابط الوثيق بين الشكل الهندسي الخارجي ،وبين دلالته الاجتماعية والدينية) انتهى ص 3 -4
الرجل العزاب:
إن الرجل العزاب رجل عمل وعلم للدنيا و الآخرة ،جاء لخدمة الإسلام و المسلمين و يبعد نفسه عن زينة الحياة الدنيا ،والسعي الكلي وراء المادة ثم عليه الالتزام بالأخلاق القرآنية ،علما وورعا و تضحية في سبيل الآخرين ،وهناك شروط ضرورية ،يجب أن تتوفر في الرجل المسلم لكي ينضم إلى مجلس العزابة ،الذي يسيّر مدن مزاب السبعة ،إضافة إلى مدينة ورجلان (ورقلة ) حاليا،وهذا المجلس الموجه الروحي للمسلمين من خلال النشاط
المسجدي ،أما بالنسبة إلى تلك الشروط فهي :
ـ أن يكون هذا العضو بالغا مسلما ذا أخلاق و علم
ـ أن يكون حافظا لكتاب الله تعالى و متزوجا بالضرورة
ـ أن يكون مخلصا و مضحيا في مصلحة المسلمين و لا يأخذ أية أجرة مادية من عمله هذا ما دام هذا الأمر فرض وواجب، فبالتالي فإن هؤلاء العزابة يعتمدون في رزقهم على أعمالهم المهنية بحيث نجد فيهم ،الفلاح، التاجر، المعلم، الأستاذ .... فهم يمثلون جميع شرائح المجتمع كله.
أما بالنسبة إلى أعضاء هيئة العزابة ،فيتراوح عددها ما بين 12 و 14 عضوا و على رئيسهم شيخ العزابة ،الذي يتولى رئاسة المسجد .
ونستطيع أن نلخص هنا الهياكل الاجتماعية المساعدة لنظام العزابة:
حلقة إيروا ن : و هم الطلبة الحافظون للقرآن يعتبرون رديفا للعزابة
جماعة إمصوردان : إن هذه الهيئة الاجتماعية الشابة ينخرط فيها الشباب ،وهدفها خدمة المصلحة العامة لا سيما المساجد و الحراسة و حماية اليتامى و الفقراء .
هيئة تيمسيردين (الغسالات) : هيئة دينية نسوية ،يضم في عضويته نساء مسلمات مصلحات خبيرات بالمسائل النسوية ،ومشاكلهن الاجتماعية و العائلية ،و فيما يتعلق بأمور الزواج و الطلاق و الأعراس ،و نشر الأخلاق القرآنية ،و تجهيز الموتى من النساء و الأطفال .
و للعلم هناك مؤتمر يقام سنويا، يخص الجانب النسوي فقط، حيث يلم جميع نساء قصور وادي ميزاب ،وهذا المؤتمر مشهور عالميا لدى بني ميزاب ,يدعى "لا إله إلا الله " حيث تعالج فيه المستجدات التي تخص النسوة على مضار سنة ،بما فيه التوعية والوعض و الإرشاد.
العشيرة: و الجدير بالذكر أن مدن مزاب ،تتكون من العشائر و هذه العشيرة قد تكون رابطة
الجد الأول ،وقد تكون رابطة صداقة قديمة ،انضمت بعض العائلات إلى تلك العشيرة فانصهرت فيها، إن العشيرة عند بني مزاب ليست وحدة عرقية ولكنها وحدة تنظيمية أو وحدة اجتماعية ،ومهما يكن من أمر فإن نواة العشيرة الأولى تكون عرقية ( سلالية) لا محالة ،و لكن إمكان قبول كل من طلب الانتماء إليها بالاختيار أو بالولاء يخرجها من دائرة القبلية .
تقوم العشيرة بشؤون اليتامى و الأرامل و الفقراء، و تكفل اليتامى و تختار لهم من يقوم بشؤونهم إذا مات رب الأسرة دون أن يوصي لهم بوكيل ،و العشيرة هي التي تؤدي دية القتل خطأ .
مجلس عمي سعيد : إن مجلس عمي سعيد مجلس ديني اجتماعي ،و هو يضم صفوة عزابة مدن بني ميزاب إضافة إلى عزابة ورجلان ، فإن هذا المجلس الديني الأعلى أنشأه العالم " سعيد بن علي الخيري الجربي " المتوفى سنة 898 هـ بغرداية
ووظيفة هذا المجلس ،الإرشاد الديني وإصدار الفتوى و المحافظة على الأوقاف الإباضية في الجزائر و خارجها .
مجلس باعبد الرحمان الكرتي :هو مجلس يمثل السلطة الاجتماعية العليا لمزاب ، فلقد أنشأ
ليكون حلقة الإتصال بين المجالس الاجتماعية العرفية ، ويوحد الكلمة فيما يحدث من
المسائل السياسية ،و لقد تطور هذا المجلس و أطرت فيه بعض التحسينات وأصبح عبارة عن هيكل منظّم بمكتبه المنتخب، ولجانه العاملة المتخصصة ، ومقره كما كان معروفا في روضة الشيخ المنسوب إليه ،فأصبح نظامه الذي يعتمد عليه هو حصر المشاكل أولا ثم تصنيفها ثم دراستها حسب الأولوية .
مجلس الأعيان : هو هيئة عرفية للمجتمع الميزابي الإباضي ، حيث أنه حديث العهد أنشأ سنة 2006 م ليضم كل قصر من قصور وادي مزاب بمجلس على حدى بهياكله النشيطة الفتية المتخصصة في قضايا المجتمع ،تدرس الملفات المدرجة و القضايا الطارئة ،وتقدم اقتراحات و توصيات بشأنها للجماعة ،الذي هو بدوره جهاز إداري ينسق وينفذ ،وعلى شاكلتهم الجمعية العامة تأخذ على عاتقها المداولة و الرقابة .
مدن بني ميزاب الحالية:
العطف (تاجنينت): أقدم مدن بني ميزاب الحالية تأسيسا ،أنشأها الخليفة بن ابغور عام 5402 و1012 م أما كلمة تاجنينت فتدل على المكان المنخفض .
بنورة(آت بنور): بنورة اسم قبيلة بربرية أسست عام 477 هـ و 1056 م بنيت على جبل منقطع عن باقي الهضبة .
غرداية (تغردايت): معنى الكلمة الأرض المستصلحة الواقعة على ضفاف مجرى الوادي
أسست عام 477 ه و1085 م على جبل منقطع عن الهضبة ،وقيل إن تغردايت تصغير لكلمة أغرداي أي الجبل .
بني يزقن (آت يزجن): أسست عام 720 ه و 1321 م أصل المدينة (تافيلالت) ولا يزال هذا الاسم يطلق على أول أحياء المدينة في الجزء الأعلى منها.
مليكة (آت مليشت ): سبب تسميتها لدى الشيخ اطفيش هو لرجال عمروها من بلاد تسمى مليكش و هي قبيلة أمازيغية منتشرة في شرق الجزائر وهي آخر مدن الخمس الحالية على وادي مزاب أسست عام 756 ه و 1355 م قريبة من أغرم ان ودّاي شماله و أكثر ارتفاعا منه.
إن الفترة الزمنية لإنشاء القرى الخمس الحالية ،باستثناء قصري القرارة و بريان على وادي مزاب ، لا تقل عن ثلاثة قرون و نصف و ليس الأمر كما يذهب إليه بعض المؤرخين ،أنها أسست في أقل من نصف قرن ، و المنطق لا يقبل أن توجد في هذه الفترة القصيرة من الزمن وفي هذه الرقعة الضيقة التي لا يزيد طولها عن 8 كلم ، خمس قرى بهذه السرعة على واد واحد والمنطقة صحراء قاحلة يحتاج الإنسان إلى صبر و مثابرة نادرين لتطويعها.
إنشاء بلدتي القرارة و بريان:
القرارة: لقد أنشئت عام 1040 ه و 1631م أصل التسمية البربرية معناها تقرار وهي جبال لها أشكال بيضوية ،بجوارها سهول صغيرة مقعرة ، ويستقر فيها الماء .
بريان: هذه المدينة قد أنشئت سنة 1060ه و1690م والتسمية الأصلية هي آت برقان وهي لفظة بربرية ،تعني خيمة مصنوعة من الوبر وقيل أهل بريان الأوائل ،كانت لهم خبرة في نسج هذا النوع من الخيم فنسبوا إليها .
ميزاب درس في الفن المعماري:
المناخ والعمارة:
إن القيم العقلانية والتنظيم الاجتماعي و أشياء أخرى ،أدت إلى ظهور عمارة مزابية أصيلة وفريدة من نوعها ،فإن عنصر المناخ قد لعب دورا مهما في بروز العمارة الميزابية وهذا ما يظهر جليا في المسالك والمساكن المزابية ،فهو بذلك يلعب دورا في تصنيف العمارة ،فهذه العمارة أتت موافقة لملاحظة "را فيرو "عند زيارته الميدانية إذ يقول (إن العمارة ليست بحثا في الشكل الذي يرقى العين ،بل هو قبل كل شئ الانسجام و التوافق مع المناخ الدائم ،و الشروط المعيشية) .
مواد البناء:
الحجارة المقتلعة من طبقة الصخور الكلسية البيضاء نوع من الجبس يسمى (تيمشمت) يستخرج من الهضبة الكلسية على عمق متر واحد تقريبا، ويعالج في أفران لمدة 24 ساعة، الرمل الغير الصلصالي يستخرج من مجاري الأودية، النخلة أيضا تستعمل منها في البناء جذعها وجريدها و سعفها وكل هذه المواد التي ذكرت ،لها أهمية كبرى لتأقلمها مع مناخ المنطقة بشكل عجيب .
المدينة:
لإنشاء بني مزاب مدينة من مدنهم، يختارون لها موقعا مراعين في ذلك قدرة المدينة على الدفاع ضد المغيرين، ووقايتها من فيضانات الأودية ،والحفاظ على الأراضي الزراعية ذات التربة الصالحة .
أول ما يقوم به المنشئون بعد اختيارهم للموقع، مكان إقامة المسجد ،وتحديد رقعة المدينة بتخطيط سورها ،في القديم غالبا ما كان السور يتكون من ظهور منازل لا تفتح أبوابها إلا إلى الداخل ،أما الإمدادات الأخيرة للمدن المزابية ،أصبح ذلك هو الحال بالنسبة إلى بني يزقن التي يبلغ طول آخر أسوارها 2500متر و إرتفاعه حوالي ثلاثة أمتار ،تتخلله خمسة أبواب و أبراج متفاوتة الأهمية ،أشهرها البرج المنسوب إلى" بالحاج" المدفون بالقرب منه، هذا البرج يعلو المدينة ،و ارتفاعه حوالي 4 أمتار و يتألف من 5 طوابق يستند إلى دعامتين تسمى الواحدة منهما باللغة المحلية "بوليلا" حول المسجد الذي يتوسط المدينة ، تنتشر المساكن متشابهة في الشكل،متلاصقة بحيث يصعب على الزائر ان يفرق بين منزل غني و آخر فقير.
أما الأزقة فهي في العادة ذات ثلاثة أذرع عرضا ،وقد روعي في عرضها أقل ما يكفي لتلاقي دابتين ،ولتمرير جنازة ،كما روعي في تخطيطها مقاومة الرياح ،والتقليل من مدة إشعاع الشمس أيام الحرارة والاعتدال في انحدارها ،كما نلاحظ تسقيف بعض الطرقات للأهداف منها دفاعية ولحصول على مزيد من الظل ، و الوقاية من الرياح و الزوابع الرملية وهناك شوارع أكثر عرضا ،من غيرها مزودة بمقاعد مبنية ،كانت في القديم أسواق للمدينة وأول ما تتجه إليه عزيمة المنشئين للمدينة حفر البئر العمومية ،التي بدونها لا يمكن تصور الحياة ،ثم تتلو البئر آبار أخرى كلما أمتد العمران ،وليست عملية


الحفر هذه بالسهلة ،إذ تتم في الجبل أي على الصخر و على عمق قد يزيد على سبعين مترا و بالوسائل التقليدية.
المسجد:
يراعى في مساجد مزاب, البساطة والتقشف والابتعاد عن كل ما يشغل المصلي عن الخشوع في الصلاة ،حتى المحراب فإنه خال عن أي زخرفة .
المنزل المزابي :
المنازل المزابية كثيرة التشابه ،مساحتها لا تتجاوز 100 متر مربع ،تشتمل على طابقين و سطح .
في كل قرية من قرى ميزاب ، يعيّن أمينان في عرف البناء ،إليهما ترفع الشكايات فيما يتعلق بالبناء و هذا للساكنين في القصور ،وذلك ما ينص عليه اتفاق 1156ه و 1743 م " لمجلس عمي سعيد " و نص على ما يلي (......واتفقوا على بناء البلاد على من هوضاق عليه المكان ،فيخلف حريم جاره ثلاثة دروع و يبني فلا يمنعه جاره ) .
هناك قواعد عامة وموانع ، في الفن المعماري الميزابي،يلتزم بها كافة السكان منها :
علو الدار لا يفوق 15 ذراعا وأيضا لا يسمح بإقامة جدار على حدود السطح من الناحية الشرقية أو الجوفية له ، لكي لا يحرم الجار ضوء الشمس ضحى و عشية ولا يحدث أحد نافدة ،مهما كانت مساحتها إلا برخصة من الجيران ، ليحدّد الجار له المكان الذي يمكن أن يحدث فيه هذه النافدة أو الكوة ،وهذا طبعا شكل من أشكال الإحتشام ،لا يجوز للجار الذي يجري غديره ،على سطح جاره أن يلحق به ماء الغسيل ،وهذا من أشكال الطهارة.
وللأسف الشديد لو اتسعت هذه السطور لأسهبت في ذكر تفاصيل البيت المزابي وما تحمله من دلالات عن العمارة الإسلامية الأصيلة و عن دقة معنى البناء و أسراره تلك المعني ،استلهمت المستشرقين و المهندسين الكبار فجاءوا من كل فجّ عميق ،ليتساءلوا بين المبنى و المعنى .
السوق:
أما السوق فقد زادت مساحته لتصبح ساحة واسعة بعد أن كانت شارعا،كما تطورت وظيفتها الاجتماعية . كانت في بادئي الأمر مكانا لتبادل المنتجات بين أهل المدينة و بين قوافل البدو التي تقصد التجمعات السكنية للتجارة ،ثم أصبحت بعد ذلك تؤدي وظيفة اجتماعية أساسية ،إذ هو المكان العمومي الوحيد بعد المسجد ،الذي يمكن للأهل المدينة أن يجتمعوا فيه،ويتبادلوا فيه الأخبار ويتفقدوا أحوالهم يوميا ويستريحوا فيه من تعب العمل ،بالإضافة ممارستهم للبيع و الشراء ،كما يلاحظ الزائر مثلا سوق غرداية مستطيلة الشكل،طولها 75 مترا و عرضها 44 مترا . تحيط بها 98 قوسا متفاوتة الأبعاد.
الواحة:
لكل قرية من قرى وادي ميزاب واحة متفاوتة الاتساع ،تأوي إليها العائلات لقضاء فصل الصيف الحار ،وللتمتع بلطافة الجو، ولا يعني أن المرأة المزابية تقضي فصلا كاملا في راحة ،تحت ظلال النخيل و الكروم ،بل إنك لتجد في مقدمة الأثاث الذي يتم
ترحيله إلى دار الواحة منسجا أو منسجين مع طاقم آلات الغزل .
إن الهندسة المعمارية لمسكن الواحة لا تختلف كثيرا عنها في منزل القصر،أو ما يسمى " آغرم " .
إن البستان الميزابي لا يلعب دورا هاما في الاقتصاد بالدرجة الأولى، فهو الذي يشغل الرجل أيام عطلته التي كانت تدوم شهورا ،وهو الذي يجمع الأبناء بعد فراغهم من ساعات الدراسة ،ليكونوا تحت رقابة أوليائهم ،و ليوظفوا عضلاتهم و لا يجنحوا إلى الكسل و ما يفرزه الفراغ من الآفات الاجتماعية .
معالم وادي ميزاب:
المعالم الطبيعية:
المنظر الهوائي الجميل ،وهي ربوة في أعلى جبل أبي العباس (بوعميّد) على بعد 4كلم من غرداية في أعلى المنحدر ،على طريق ورقلة ،يشرف المشاهد منها على مدن الشبكة الخمس ،في منظر بهيج ،تتراءى له الواحات حول كل مدينة في تناسق بديع وشبيه به من الناحية الشرقية ،في أعلى منحدر بوهراوة غير أن لكل من المنظرين صورته البديعة لتناسق المدن و الواحات .
وأيضا بعض الكهوف العجيبة التي لا تقل روعة عن التي في الشمال الجزائري،بما تحتويه من أشكال كلسية رائعة ،تقع في مجرى " ضاية مزاب " في مقربة من العطف وهما مغارتين ( غار لوس و غار فيغر) .
المعالم الأثرية:
بما أن المنطقة كانت منعزلة في هذه الرقعة النائية في الصحراء الجزائرية، و لم تكن في منأى من الشداد و المغامرين، فقد اقتضت طبيعة الدفاع ، إقامة القرى فوق قمم الجبال على شكل قلاع محصنة بالأسوار و الأبراج ، لضمان الحراسة و على امتداد الواحات تقام أبراج في أماكن إستراتجية ونشاهد أمثلة لذلك في مليكة العليا، و بني يزقن في برج بوليلا الذي فصلنا فيه سابقا و سورها المشهور أيضا وكذلك أطلال القلعة الدفاعية في بابا السعد بغرداية ،وكذلك منطقة آحباس .
تقاسيم المياه و السدود:
من طبيعة الصحراء ندرة الأمطار وعدم انتظامها في مواسم معينة ،وإذا ما نزلت طلا أو وابلا فإنها سرعان ما تجف و تتسرب في الرمال ،ولكي تمتلئ خزائن المياه السطحية في المنطقة ،فإن الأسلاف رحمهم الله تعالى ،بنوا سدودا تقليدية على طول مجرى الوادي في مختلف الواحات ،تتسع و تضيق على حسب موقعها وتعترض السيول الدافقة ،لحجز مياهها برهة من الزمن ،ثم و ضعوا نظاما دقيق لمراقبتها ،وحددوا مواقيت مضبوطة لمدة حجز المياه فيها بحسب الفصول ،يقوم عليها أمناء خاصون يسمون ب ( اللومناء ) لا ينازعون في قراراتهم ،من أية سلطة كانت كما خططوا كذلك شبكة لتقاسيم المياه ، حين تتخذ مجراها عبر الوادي حتى تأخذ كل حديقة قسطها العادل من مياه السيول ،حسب سعتها و ارتفاعها و انخفاضها و هي مراقبة أيضا من طرف أولئك الأمناء ، ويمكن أن نشاهد أمثلة لذلك في السد الكبير الموجود في
بني يزقن و العطف ،و تقاسيم المياه في ناحية " بوشن " بغرداية الذي أعاد تجديدها
الشيخ" حمو و الحاج" و قد حفر على امتداد الواحة حوالي خمسة آلاف بئر تقليدية يتراوح عمقها بين 40 و 50 متر.
ومنذ الثلاثينات و بعد اكتشاف " بحر الألبيا ن " للمياه الجوفية بدأ حفر الآبار الارتوازية لتموين القرى بالمياه الجوفية.
الحياة الاقتصادية:
يرى كثير من مؤرخين المنطقة وغيرهم بأن القرن التاسع الهجري ،يعتبر منعرج تحول كبير لحياة بني مزاب في المجال الاقتصادي ،وهكذا انفتحت المنطقة إلى الرحاب الواسعة في كل أنحاء الوطن و حتى خارجه ، بعد أن كانوا مشدودين إلى الأرض الضيقة الفقيرة على ضفاف الوادي ،يستصلحونها في زراعة تقليدية لا تدر عليهم إلا القدر الضئيل من الغلل و الحبوب إلى جانب إنتاج النخيل من التمور،وهي لا تكاد تكفي الأقوات الضرورية البسيطة .
فأصبح المزابيون معروفين بمحلاتهم التجارية ،في كل أنحاء البلاد ،يتعامل معهم المواطنون بكل ثقة و اطمئنان ،لما يشتهرون به من أمانة ونزاهة وإتقان ،فساهموا بذلك في اقتصاد البلاد ،وهم يطورون تجارتهم في حدود الإمكانيات المتاحة وقتئذ ،حتى أصبحوا ينافسون الاستعمار الفرنسي في تجارة الجملة ،لسيما بعد الحرب العالمية الثانية ،وتعرضوا لكثير من المضايقات ،وبعد الاستقلال الوطني حين اتجهت السياسة الاقتصادية إلى تصنيع البلاد ،لم يتردد الميزابيون في المشاركة الفعالة بجهدهم و خبرتهم و أموالهم في إنشاء مصانع لمختلف المواد في كثير من الولايات الوطن ،والمنطقة الصناعية بغرداية و القرارة أكبر شاهد على ذلك و أصبحت تلقب الآن
ب " ورشة الجنوب" .
وهناك كثيرا من المغتربين المزابيين في أوروبا سيما في فرنسا لهم نشاط كبير في المجال الاقتصادي ،وعندما صدر قانون الاستصلاح الزراعي بادر المزابيون ،بالنهوض بهذا القطاع في شكل تعاونيات هي الآن بصدد التجارب الأولى في استصلاح مساحات كبيرة من الأراضي ،بتقنيات حديثة أعطت نتائج مشجعة ،تغري كثير من المواطنين بخصوص معركة التنمية الزراعية في جنوب البلاد .
بعض المؤسسات الاجتماعية و الثقافية:
إلى جانب المساجد العامرة ،نجد الكتاتيب لتحفيظ القرآن ، طورت أغلبها إلى أقسام بالمرافق العصرية ،غير أن التعليم ما يزال يتركز على تحفيظ القرآن وبعض الدروس الدينة ،ومنذ انطلاق الحركة الإصلاحية منذ العشرينيات سيما بعد الحرب العالمية الثانية ،عرفة المنطقة انبعاثا ثقافيا احتضنت مختلف الجمعيات الخيرية التي حظيت بالاعتماد الرسمي من طرف السلطة ،أشهرها حسب التأسيس (عمي سعيد ،الحياة ،الثبات،الإصلاح ،الفتح ،النهضة ،النور ،الهدى ،الجابرية ) فأصبح لكل جمعية مؤسسات ثقافية (مدارس ،مكتبات ،نوادي ،متاقن للصناعة التقليدية إلخ ....)
وعلى مستوى التعليم الثانوي تأسست المعاهد (الحياة في القرارة و عمي سعيد والإصلاح في غرداية و الجابرية ببني يزقن ) .
وبالإضافة إلى الحركة الكشفية ،التي أنشئت في عهد الاستعمار سنة 1943 على يد الإمام الشيخ بيوض إبراهيم ،تحت شعار "الكشافة الإسلامية الجزائرية " فتخرج بفصلها المئات من الشباب الصالح و الإطارات الكفأة ، التي تنفع الأمة و الوطن .
و أنشئت كثير من الدور لتأطير طلبة العلم، بالإرشاد و التوجيه، و دور خاص بالتجمعات النسوية تحت إشراف هيئة الغسالات، وبالنسبة للعشائر فإن لكل عشيرة دارها الخاص لتأطير أبنائها و القيام على شؤونهم الحيوية سيما الأرامل و الأيتام و المعوزين، وعندما اتخذت ولائم الأعراس في كثير من القرى الطابع الجماعي ،بين مختلف العشائر أنشئت دور للجماعة على مستوى البلدة ، كلها لتحتضن ولائم الأعراس و تقام بها الحفلات في المناسبات العامة ،و هذا نظام فريد في العالم.
وهكذا تعود بنو مزاب على البدل بسخاء في إنشاء هذه المؤسسات التي لها دور اجتماعي هام سواء في المنطقة أو حيثما تواجد الميزابيون ،في أرض الوطن أو خارجه.
عوائد مزاب سنن لا تقاليد:
من سنن الله في عباده، جعلنا شعوب و قبائل لنتعارف، وهذا من فضله و منه علينا وهذا أيضا من بديع صنعه سبحانه و تعالى ،فالمتأمل في عادات و تقاليد بني مزاب يجد لها ارتباط و علاقة وطيدة مع الشريعة الإسلامية ،وهنا نذكر و ليس على سبيل الحصر مثل أو مثالين على ما ذكرناه .
عادة (تنوبة) :
ففي كل دار من بني مزاب تقريبا وقف، حسب صغرها و كبرها من ستة أمداد إلى خمسة عشر مدا، من بر يصنع طعاما يلثث بالسمن على مقادير معينة حسب الأمداد بمكاييل خاصة تصنع من فخار، تسمى " نقاصة ".
وتختلف مقاديرها باختلاف القصور وادي مزاب من 2 كلغ إلى 900 غ ،ومقدار الأمداد لحمات وهي مقادير من لحم تقسم عليها الشاة 300 غ تقديرا ،وهي معلقة بالأملاك تنفد في مقابر معينة ،حسب ما نص عليها الواقف،و الغالب يوقفها في المقبرة التي يدفن فيها .
كما أن هذه الأوقاف هي رغبة كل موصي إذ كان عنده من الأملاك ما يمكن أن يعلقها فيه رجاء حفظها عملا بقوله (ص)" ينقطع عمل ابن آدم إلا من ثلاث علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية " رواه الجماعة.
وحسب نشأتها كان في زمن" الشيخ عيسى أو عيسى المليكي " من القرن 5 الهجري و ذلك أن بعض الفلاحين نظرا لما كانت تصيب محاصيلهم من آفات طبيعية، ارتأى أن يتصدق بمقدار منها رجاء أن الله تعالى يحفظها، فجمع بعض القراء فصنع لهم طعاما أكلوه بعد تلاوة ما تيسر من القرآن و الدعاء لحفظ الله ثمارهم من الهلاك .
فأصبحت عادة حميدة منذ ذلك الحقبة التاريخية إلى يوم الناس هذا ,وما روعي في تنفيذ
هذه الأوقاف ، أنها تنفد في الشتاء كما أن الجائع أشد إحساسا بالجوع و نظرا الشتاء
مظنة التعطيل عن العمل، فيجد الفقير في كل جمعة طعاما طيبا لا يتيسر له في بيته ،ربما يكفيه للأسبوع حيث أن الأوقاف كثيرة ،و الطعام مصنوع بكيفية يمكن حفظه للأيام و لا يفسد .
فقد أعطت تمارها قديما ،حيث أن أهل ميزاب لم يكونوا يعرفون حياة الرفاهية ،و لا السفر إلى التلول ، لجلب الخيرات فهم في ضعف ،يجعلهم يغتبطون بذلك فيشجعون أبنائهم على حفظ القرآن .
عادة (الزيارة):
في فصل الربيع من كل سنة و بالتحديد في شهر مارس،يكون موسم الزيارة ،و ذلك أن أهل الوطن غالب اعتمادهم على الزراعة و المنتوج الفلاحي ،وكانت تصيبها آفات طبيعية ،فكانوا يقيمون احتفالا عظيما يلتجئون إليه بالدعاء و الصدقات، يقصدون الأماكن التي هي مظنة إجابة الدعاء ، لثلاثة أغراض أو مقاصد .
1ـ من أشتهر عندهم من مشائخ يذكرون تاريخه و ما قام به من أعمال أو ما جرى له من كرامات ، أو له من تضحيات في المجتمع ،إحياء لذكره و التأسي وأخذ العبرة منه.
2ـ أخد الموعظة وتربية الوازع الديني في قلوب السامعين ،و للترغيب في أعماله البطولية وما ناله من كرامة ومنزلة عند الله و الناس.
3ـ يتم فيه التضرع إلى الله عز وجل ، وتم فيه كذلك توزيع الصدقات أو ما كان من أوقاف في تلك الأماكن ،ثم ينصرفون إلى غيره و هم يرددون في مسيرتهم هذه " بسم الله يا الله يا رحمان يا رحيم يا الله ارحمنا " وفي المساء قراءة ما تيسر من القرآن الكريم و ختمه و توزيع صدقات من طعام ،كل ذلك تضرعا إلى الله ليحفظ غللهم من الآفات الطبيعية .
بعض مشاهير الشخصيات عبر التاريخ:
أشتهر عدة علماء في عصور مختلفة و في كل مدينة ،كل في دائرة نشاطه التعليم ورعاية المجتمع و تهذيب الأخلاق ومحاربة البدع ،فهم كثيرون غير أني أقتصر على المشايخ الذين تركوا بصمات و كانت لهم اليد الطولي في التغيير التاريخي للمنطقة .
الشيخ سعيد بن علي الجربي : المتوفى سنة 898 ه تقوم شهرته على المنجزات القيمة في تنظيم المجتمع بغرداية ،بإحداث لمجالس العشائر ،وإنشاء مجلس عمي سعيد ،الذي يعتبر الهيئة العليا لمجالس العزابة بوادي مزاب في الإشراف على المساجد والقيام بالفتوى ،كما كان محكمة الإستئناف للتقاضي قبل أن تعطله السلطات الفرنسية .
الشيخ أبو زكرياء يحي بن صالح الأفضلي: ( 1120 ه و1202 م) بمدينة آت يسجن يعتبر أبا النهضة الحديثة في مزاب تلقى ثقافته في جزيرة جربة بتونس وتخرج على يده كثيرون.
الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم الثميني : ( 1130ه و 1223 م ) ولد بمدينة بني يزقن كان واسع الأفق في العلوم الشرعية ،له تصانيف كثيرة أشهرها كتاب النيل الذي يعتبر العمدة في المذهب الإباضي .
قطب الأئمة الشيخ الحاج محمد بن يوسف اطفيش:
من مواليد (1236 ه إلى 1333 ه) بمدينة بني يزقن كذلك ،يعتبر من العلماء المشاهير في العالم الإسلامي بما له من إنتاج خصب في المعارف الدينية المتداولة ،وفي التفسير و الحديث و الأصول و الفقه و الرياضيات و الفلك ....الخ تربو تأليفه إلى على 300 مجلد أشهرها شرح النيل في 17 مجلد – والتيسير وهميان الزاد في التفسير، مع نشاطه
في التدريس ،ومكتبته في بني يزقن نالت شهرة واسعة .
الشيخ الإمام الحاج إبراهيم بيوض:
ولد (1899 م و1981 م) بالقرارة زعيم الحركة الإصلاحية التي واكبت حركة جمعية المسلمين الجزائريين، إذ كان أحد مِِؤسسيها إلى جانب الشيخ عبد الحميد بن باديس .
جهاد بني مزاب في الثورة التحريرية:
تدل الوثائق التاريخية أن المزابيين قد حاربوا و قاوموا الاستعمار الصليبي في جربة بتونس سنة 1510 م و الجزائر سنة 1518 و الغزو الفرنسي للجزائر 1830 م
يقول الأستاذ أحمد توفيق المدني في كتابه ،(محمد عثمان باشا ) ص 175 " عندما استصرخ رجال الوطن ضد الحملة الفرنسية ،شارك المزابيون مشاركة فعالة في أعمال البطولة بنواحي سيدي فرج و اسطاوالي و الطريق الممتد على العاصمة "
أما الدكتور أبو القاسم سعد الله فيقول في كتابه تاريخ الجزائر الحديث ص 34 (وجمع أهالي مزاب حوالي أربعة آلاف محارب )
أما بالنسبة إلى الثورة التحريرية الإسلامية التي اندلعت في أول نوفمبر 1954 م ،فإن أبناء مزاب قد شاركوا مشاركة فعالة دوما ، رجالا و نساء إذ نجد إطارات عليا كالشهيد الدكتور بكير بن عيسى قضي والدكتور إبراهيم عبد الله تيريشين الذي كان عميدا لكلية الطب بالجزائر ،والرائد عبد الكريم بن يوسف موكا وغيرهم كثيرون .
وفي هذا المسار النضالي ،يقول ابن خدة الرئيس السابق للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية 1961 و 1962 م كان التجار المزابيون من أخلص المساعدين الذين عملت معهم ,كانت محلاتهم مراكز للبريد ،ومراكز للطباعة السرية وملتقيات للمناضلين المطاردين من طرف الشرطة الفرنسية ،فهم صورة ناصعة للمناضل الجزائري الوفي
وفي ضوء هذا فإن الغرفة التجارية والصناعية الوطنية ،قالت إن المحلات التجارية التي أغلقت لأصحابها من سكان وادي مزاب في جميع مدن التل بلغ عددها 417 محل وعدد أرباب العمل الذين شلت حركتهم 524 حالة .
إذا هذه صورة عامة عن حياة بني مزاب في المجال العمل الإسلامي الصالح للأجل بناء جزائر مسلمة وهذا بفضل التربية القائمة على التمسك بالأخلاق القرآنية ولا أعني بهذا تزكية هؤلاء بقدر ما أريد أن أنصف تاريخهم الذي شوهته يد السياسة العفنة و التعصب الأعمى لا غير ،يقول المولى عز وجل " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" النجم 32
مسك الختام:
لا أظنني أنني قد وفيت البحث حقه، وحسبي أنني ألهمت ببعض ما يمكن أن يعرفه القارئ الكريم، ويكون نبراسا في جولته و زيارته الميدانية ،حتى يأخذ صورة حقيقية لتراث المنطقة و خصائصها عبر التاريخ ، لقد ظهرت حديثا عدة دراسات وطنية تحاول أن تكشف الحقائق التي طالما شوهتها أقلام المستشرقين ومن على شاكلتهم لغرض الدس و التفرقة ،فنرجو أن يرجع إليها من يريد مزيدا من المعرفة و التعمق في البحث و الله ولي التوفيق .
من بين هذه الدراسات :
*الإباضية في الجزائر: للشيخ علي يحيي معمر الليبي
*الإباضية بين الفرق الإسلامية : نفسه
*الدولة الرستمية : د / بحاز إبراهيم بكير غرداية
*دراسات إسلامية في الأصول الإباضية: بكير سعيد أوعوشت غرداية
*الفكر السياسي عند الإباضية : أ/ جهلان عدون
وأهم المراجع التي استقيت و نقلت منها هذا البحث هي على التالي:
*تاريخ بني مزاب : أ / يوسف بن بكير الحاج سعيد
*مزاب يتكلم : أ / بكير بن سعيد أوعوشت
*الملتقى المغاربي للتكشيف المنعقد بغرداية : أ / محمد إبراهيم سعيد كعباش
*متحف شبكة ميزاب : أ / الحاج سعيد إبراهيم ، أ / طباخ محفوظ
*عوائد ميزاب سنن لا تقاليد : أ / قشار بالحاج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saliiiiiiiiii7 16
♥ عضو أساسي ♥
♥ عضو أساسي ♥
saliiiiiiiiii7 16


ذكر ♠ عدد المساهمات ♠ : 2236
♠ العمر ♠ : 33
♠ الولاية ♠ : Home
♠ نقاط النشاط ♠ : 19520
♠ السٌّمعَة ♠ : 28
♣ التوقيت ♣ :

حضارة وادي ميزاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: حضارة وادي ميزاب   حضارة وادي ميزاب I_icon_minitime2010-03-11, 19:06

طيب موضوع جد مهم اخي الكريم النذير
بصراحة لم اقراه باكمله
و بصراحة موضوع مناسب جداا فانا
اود لفت نظر الزملاء انه ستقام مناظرة
مباشرة بعد المغرب يوم الجمعة بين دكتورين في مسجد الغفران بغرداية
يمثلان الاول المذهب المالكي والثاني المذهب الاباضي طبعا لتبيان نقاط الاختلاف بين المذهبين و للتقريب بين وجهات النظر لمن يهمه الموضوع المصدر حسبما قراته اليوم في جريدة الشروق اليومي الصفحة 2
ربي يجازيك



Saliiiiiiiiii7 16
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.raw3h.net/main5/c/tl.htm
ابراهيم منشد
♥ عضو ♥
♥ عضو ♥
ابراهيم منشد


ذكر ♠ عدد المساهمات ♠ : 172
♠ العمر ♠ : 33
♠ الولاية ♠ : المحبة في الله
♠ نقاط النشاط ♠ : 16000
♠ السٌّمعَة ♠ : 3
♣ التوقيت ♣ :

حضارة وادي ميزاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: حضارة وادي ميزاب   حضارة وادي ميزاب I_icon_minitime2010-03-11, 20:35

اشكرك اخي الكريم على معلوماتك القيمة والتي يجهلها الكثير منا وهي نابعة من رجل عظيم...
واكيد اننا لانعلم الكثير عن وادينا العريق...
تحياتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gold star
♥ عضو جديد ♥
♥ عضو جديد ♥
gold star


انثى ♠ عدد المساهمات ♠ : 40
♠ العمر ♠ : 31
♠ الولاية ♠ : belghanem
♠ نقاط النشاط ♠ : 15595
♠ السٌّمعَة ♠ : 1
♣ التوقيت ♣ :

حضارة وادي ميزاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: حضارة وادي ميزاب   حضارة وادي ميزاب I_icon_minitime2010-03-11, 21:52

مشكور أخي نذير على هذا التعريف الرائع عن وادي ميزاب
الذي سينتفع به الجميع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حضارة وادي ميزاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وادي ميزاب التجربة اليوتوبية الاسلامية الوحيدة المستمرة
» تقاليد الزواج في منطقة "وادي ميزاب" بالجزائر عادات أصيلة لا تخرج عن فكر المدينة الإباضية
» موسوعة حضارة العالم
»  من هم بنو ميزاب
» مجلس مشايخ بني ميزاب يعارض "كوطة" المرأة في المجالس المنتخبة جريدة الشروق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات رمضان حمود التعليمية :: ○ أقســ الملحقات التعليمية ــام ○ :: بحوث و وثائق الطلبة :: البحوث و الوثائق العامة-
انتقل الى: