[®]▼[•تدريس الأمازيغية بين الواقع والأمل•]▼[®]-

[®]▼[•تدريس الأمازيغية بين الواقع والأمل•]▼[®]





اللغة نظام للتواصل بين الناس وتبادل المشاعر والمعرفة والثقافات بشكل عام.وهي أحد اهم أوعية الفكر إن لم يكن وعائها المطلق.وقد تطورت عن اللغات المشتركة بين عرق معين أو خلفية ثقافية معينة عددا من اللهجات المحلية التي ترتبط بمجالتها الجغرافية وكل ما يميزها من تقاليد وأعراف.هكذا فمن الطبيعي أن تظهر بعض الحركات الداعية الى تدريس هذه اللهجات كمواد أساسية في المدرسة العمومية والخصوصية وقبل ذلك تمت مطالبة الدول بالاعتراف بالامازيغية سياسيا كلغة وليست لهجة فحسب.

الحديث هنا على وجه الخصوص عن واقع الحال في المغرب والجزائر.حيت يتواجد عدد كبير من السكان ذوي الأصول الأمازيغية.في حين لازال الجدل متواصلا حول جدوى تدريس الامازيغية وطرق تدريسها ومناهجها وغير ذلك من الحيثيات.والاراء تختلف هنا بين الداعي الى مواصلة العمل من اجل تعميم التجربة في جل المدارس الوطنية على اعتبار انها لغة الاجداد والسكان الأصليين.بينما يرى الكثير انه لا فائدة ترجى من تدريس الامازيغية في المدارس طالما انها لا تتيح أفاقا دراسة واضحة واللهجات تتعدد وتختلف. وبالمقابل يجب الحرص على تطوير اللغة العربية أولا ثم اللغات الأجنبية التي تتيح تواصلا أكبر مع العالم الخارجي الأكثر رقيا.

وبين هذا وذاك يبرز تيار أخر يدعو الى عدم اهمال اللغةالأمازيغية كعنصر هام في الهوية المغاربية وادراجها ضمن المقررات الدراسية التكميلية وكذلك طرحها كخيار لمن يريد ان يتعلمها دون ان تكون مفروضة على المتعلم .هكذا نوفر توافقا بين التيارين المتناقضين.وهذا بالضبط ما حدث في السنوات الاخيرة.حيت حرصت الدولة على ادراج الأمازيغية بطريقة تدريجية بدءا من المناطق التي تتحدث الأمازيغية.

هذه التجربة لا زالت في المهد ومن السابق لأوانه الحكم عليها بالنجاح أوالفشل .غير أن الممارسة كشفت العديد من النقاط التي لازالت غير واضحة .فالامازيغية التي تُنطق في منطقة ما ليست هي نفسها التي تنطق في منطقة أخرى .اي أن الريفية مثلا ليست هي السوسية والفرق بينها شتان.المشكل الأكبر أن الحل الذي وفرته الدولة في هذا الخصوص كان محاولة توحيد المفاهيم بين مختلف اللهجات ونتج عن ذلك لغة هجينة لا يتحدثهاأحد.ولازال البحث جاريا في هذا الاطار عن السبل الكفيلة للنهوض به اللغة تعليميا.هذه الجهود شملت تأسيس مجالس أو لجان لتدارس سبل التطوير وادراج الأمازيغية في الإعلام الرسمي.

طبعا لا يجدر بنا الا أن نسعى بدورنا الى تشجيع التجربة مادامت ترمي الى الحفاظ على أصالتنا دون المساس بباقي المكونات الثقافية.ودون ان تكون مجالا للمزايدات السياسية والإديولوجية.وفي انسجام تام مع سعينا للتواصل مع الاخر عن طريق تدريس لغته حتى لا نبقى خارج التاريخ وبعيدين عن ما يحصل من حولنا.من الطبيعي اذا ان يشوب كل بداية نوع من التردد ولكن الأمل موجود طالما توجد ورغبة كبيرة مجهودات على العديد من الأصعدة.


اخـوكـم yahia47