أفادت مصادر عليمة أن حكومة أحمد أويحيى قررت الالتزام بعدم الرد على الاستفزازات المصرية التي انطلق من الفضائيات وصولا إلى البرلمان الذي مرر من خلاله حسني مبارك خطابه للجزائر، وبالتالي اختارت الجزائر من جهتها اجتناب السقوط في الفخ المصري.
وحسب مصدر موثوق من قبة البرلمان فإنه لا يستبعد أن يكون هذا القرار جاء رغبة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المعروف بحنكته السياسية وصبره الكبير في المواقف المتأزمة، كما لم تستبعد مصادرنا ردا قويا وصارما على حماقة بعض المصريين المحسوبين على الطبقة السياسية، كما كان الشأن لعضو في مجلس الشعب المصري الذي استخف برموز الجزائر وأهان كرامة شهدائنا.
وحسب ذات المصدر فإن رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري تعهد بالرد المناسب في الوقت المناسب وبالكيفية المناسبة على هذه الاعتداءات اللفظية، وفي هذا الشأن قاسم نواب الشعب الجزائري نفس رغبة حكومة أيحيى في طي صفحة الخلاف وعدم الانصياع وراء دعوات الاستفزاز التي شنتها الفضائيات المصرية وبعض الفنانين والسياسيين يتقدمهم نجلي الرئيس مبارك، اللذان يسعيان إلى إشعال نار الفتنة بين البلدين بدل إخمادها، وقد بثت قناة دبي الإماراتية قبل أيام قلائل صورا وتصريحات لفنانين بعد وصولهم إلى القاهرة، حيث تجلى التناقض والافتراء واضحا، إذ أن هؤلاء الأبواق الكاذبة غيروا تصريحاتهم بمجرد وصولهم إلى مصر، فبعد أن أشادوا بفوز المنتخب الوطني المستحق على نظيره المصري وتعهدهم بمناصرة الخضر في المونديال لأنه البلد الوحيد الحاضر بجنوب إفريقيا، تحول هؤلاء المفترون بين عشية وضحاها إلى ضحايا لعنف مزعوم ومفبرك، وراحوا يبكون على أطلال مصر ويطالبون باسترجاع "حقهم المهضوم" من خلال مطالب قدموها للاتحادية الدولية لكرة القدم، تكمن في إعادة إجراء المقابلة الفاصلة في بلد آخر، غير أن هيئة بلاتير وبعد دراسة ملف زاهر الفارغ من أي دليل أو برهان دامغ رفضت طلب المصريين وأكدت فوز الجزائر وتأهلها إلى مونديال جنوب إفريقيا، الأمر الذي لم يهضمه فراعنة القصر الرئاسي الذين كانوا يعولون على كرة القدم للم شمل ما شتتته السياسة الداخلية لأم الدنيا، فراحوا يتحدثون ببهتان وافتراء كبيرين عن كيفية استرجاع كرامة مصر، نفس الكرامة التي سكتوا عنها حينما أهانهم العدو الإسرائيلي واستباح أرضهم ونساءهم، وللتاريخ نترك ماضيكم وأنتم الذين قال فيكم أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأجلاء وفاتح مصر ومحررها من عبادة الأوثان السيد عمرو بن العاص رضي الله عنه:" أرضكم من ذهب ونساؤكم لعب ورجالكم مع من غلب".
لمياء خلفان