*** فكرت ***

فكرت وفكرت وفكرت طويلا
ثم قررت .... قررت أن أكون شوكة في يد القدر
سكينا على رقبة على رقبة الزمن
سيفا يطارد الألم ....... ممحاة تمحي المعاناة
بلسما يشفي الجروح ....... قلبا يحمل الألوف
يدا تمتد للملهوفين وظلا للمسافرين
نعم للمسافرين في هذه الدنيا ... يعانون من ألم ومشاق هذه الغربة... غربة الأيام والزمان والقدر والناس....
غربة العقول والتفكير والقلوب...
قررت أن أكون صبارة وسط الصحراء لايروي عطشها الا ايمانها بالله والأمل الوحيد الذي يحييها أنها ستموت بالنهاية...
قررت أن أعيش وسط غابة بين وحوشها لأتعلم منها ...
نعم تلك الوحوش هي مدارس للعطاء والوفاء.......
تلك الغابة ملاذ لكل انسان لم يحميه الزمان ...
تلك الأشجار مأوى لكل عابر سبيل في هذه الدنيا لم يسعفه القدر بأن يحيا بعيدا عن الألم والقهر .
قررت أن أبحر في أكبر البحار أمضي حياتي أبحث عن سراب فلا أجده وتمضي الأيام وأبقى على مركبي أعيش على أمل أن ألقى أرضا تأويني .. ملجأ يحميني ... أناسا تعطيني ولا تأخذ مني ....
عل البحر وطني والأمواج ملجئي والمكب مأواي والحيتان هي ناسي ... نعم أفضلها على ناس الدنيا.
علي أتعلم منها البحار في أعماق الدنيا بلا ألم ومعاناة .. الغوص بسلاسة والاحتراف في صيد الفريسة في وسط البحر كي أعتاد على صيد الأمل وسط القهر.
قررت أن أكون طيرا يحلق في السماء يطير ويبتعد عن هذه الدنيا بحثا عن موطن سلام .. بحثا عن بلاد الأمل ..ز بحثا عن دنيا السعادة.
أكون طيرا فالسماء موطني والغيوم مأواي والكواكب ناسي ,علي أتعلم منها الحكمة ..أتعلم منها الصمت الذي أحتاجه ليعينني على هذه الدنيا.
قررت أن أكون فصلا من فصول السنة
أكون شتاء للعطشى صيفا للبردى خريفا للأطفال ربيعا للعشاق.
قررت أن أكون لوحة على جدران الأمل والسعادة ... علي ألتمس وأجد الأمل.
نعم قررت أن أكون أنا .. أن أكون الأمل المتجدد لكل يوم جديد..
الأمل بالحرية .. الأمل بالسعادة ..
الأمل بزوال القهر والمعاناة.. الأمل بالحياة ..
الأمل بالأمل.

للأمانة منقول