حياة الأشراف واللئام
أرى حمراً ترعى وتعلف ما تهوى وأسداً جياعاً تظمأ الدهر لا تروى
وأشراف قومٍ لا ينالـون قوتهـم وقوماً لئاماً تأكل المن والسلـوى
قضـاء لديـانٍ الخلائـق سابـق وليس على مر القضاء أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه تصبر للبلوى ولم يظهر الشكـوى
ود الناس
إني صحبت الناس ما لهـم عـدد وكنت أحسب إني قد ملأت يـدي
لمـا بلـوت أخلائـي وجدتـهـم كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد
قلة الإخوان عند الشدائد
ولما اتيت الناس اطلـب عندهـم أخـا ثقـةٍ عنـد أبتـاء الشدائـد
تقلبت في دهـري رخـاء وشـدة وناديت في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أر فيما ساءني غيـر شامـتٍ ولم أر فيما سرنـي غيـر جامـد
البلاء من أنفسنا
نعيب زماننا والعيـب فينـا وما لزماننا عيـب سوانـا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب ٍولو نطق الزمان لنا هجانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ ويأكل بعضنا بعضنا عيانـا
الضر من غير قصد
رام نفعاً فضر من غير قصدً ومن البر ما يكـون عقوقـاً
مساءة الظن
لا يكـن ظـنـك إلا سيـئـاً إن الظن مـن أقـوى الفطـن
ما رمى الإنسان في مخمصـةٍ غير حسن الظن والقول الحسن
ترك الهموم
سهرت أعين ، ونامـت عيـون في أمـور تكـون أو لا تكـون
فادرأ الهم ما استعطت عن النفس فحملانـك الهـمـوم جـنـون
إن رباً كفاك بالأمس مـا كـان سيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون
الأصدقاء عند الشدائد
صديق ليس ينفع يوم بـؤس قريب من عدو في القيـاس
وما يبقى الصديق بكل عصرٍ ولا الإخـوان إلا للتآسـي
عمرت الدهر ملتمساً بجهدي أخا ثقة فألهانـي التماسـي
تنكرت البلاد ومـن عليهـا كأن أناسها ليسـوا بناسـي
اسس الصداقة
إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلـفـاً فدعـه ولا تكثـر عليـه التأسـفـا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحـة وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفـا
فما كل مـن تهـواه يهـواك قلبـه ولا كل من صافيته لـك قـد صفـا
إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعـة فلا خير فـي خـل يجـيء تكلفـا
ولا خير فـي خـل يخـون خليلـه ويلقـاه مـن بعـد المـودة بالجفـا
وينكـر عيشـاً قـد تقـادم عـهـده ويظهر سراً كان بالأمس فـي خفـا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صـدوق صـادق الوعـد منصـفـا