تطــور القضيـة الفلسطينيـة
جذور القضية الفلسطينية:
1- انعقاد مؤتمر بازل سويسرا 1887 بزعامة تيودور هرتزل حيث تم وضع أسس الصهيونية و تقرر العمل بهدف إنشاء وطن قومي لليهود.
2- خانت بريطانيا العرب في منح الاستقلال بعد إزالة الحكم العثماني حيث:
أ- خلال الحرب العالمية الأولى سنة 1917 وعدت بريطانيا اليهود بإنشاء وطن قومي لهم ( وعد بلفور).
ب- في سنة 1920 انعقد مؤتمر سان ريمو و أعلنت بريطانيا فرض الانتداب على فلسطين باسم عصبة الأمم.
3- عينت بريطانيا أول مندوب سامي بريطاني في فلسطين هاربلت صمويل ( وهو من الحركة الصهيونية).
4- اتخذت بريطانيا إجراءات سهلت بها إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فسنّت القوانين و شجعت هجرة اليهود، و بنت الكيبوتيزات (المستوطنات الإسرائيلية) بعد مصادرة الأراضي من العرب الفلسطينيين.
تقسيم فلسطين 1937-1947:
1- في 1937 جاءت بريطانيا بمشروع تقسيم فلسطين إلى دولة عربية و أخرى يهودية و منطقة انتداب بريطانيي" لجنة بيل" Peel و وافقت عليه عصبة الأمم، فتجددت الثورة
2- تشكلت لجنة بريطانية أمريكية بطلب من الرئيس ترومان في عام 1946، فقررت في 30 نيسان 1946 ما يلي:
× تهجير 100 ألف يهودي إلى فلسطين كل سنة.
× إلغاء العقبات التي تمنع شراء اليهود للأراضي في فلسطين.
× إقامة دولة لا يهودية و لا عربية تحت إدارة هيئة الأمم، في انتظار حكم ذاتي للشعبين اليهودي و العربي
3- نتيجة ازدياد إعمال العنف و الصدمات بين العرب و اليهود وافقت هيئة الأمم المتحدة على مشروع التقسيم بتاريخ: 29 تشرين الثاني 1947 و تحت رقم 181 وصت به لجنة بعثت إلى المنطقة في حزيران 1947 و تقرر ما يلي:
× تقسيم فلسطين إلى دولة عربية بنسبة 42.88 % و يهودية 56.44%
× وضع القدس تحت إشراف الأمم المتحدة 0.68% أي 176 كلم2
× إنهاء الانتداب البريطاني في أجل أقصاه أيار 1948
تطور المقاومة الفلسطينية و المواقف العربية و الدولية منها:
1- إنهاء الانتداب البريطاني في ليلة 14 أيار 1948 و إعلان في 15 أيار 1948 عن ميلاد دولة "إسرائيل" برئاسة حاييم وايزمان اعترفت بها الولايات المتحدة الأمريكية بعد ربع ساعة فقط و بريطانيا و فرنسا ثم الإتحاد السوفيتي في 17 أيار وباقي دول أوروبا و أصبحت عضو في هيئة الأمم 1949.
2- اعترفت الحكومات العربية باستقلال فلسطين بعد الانتداب و عملت على مساعدة العرب الفلسطينيين على إقامة حكومة وطنية موحدة.
3- وجهت الجامعة العربية مذكرة إلى الأمم المتحدة انتقدت فيها قرار التقسيم و أعلنت عن أن أمن فلسطين مهدد بسبب العدوان الإسرائيلي و هذا يعطي الشرعية للدول العربية لمساعدة فلسطين.
في 16 أيار 1948 دخلت القوات العربية الحرب بجيوش نظامية وغير نظامية و متطوعين مثل "جيش الإنقاذ " الذي تكون بمبادرة الجامعة العربية في تشرين الأول 1947 بقيادة فوزي القوقوجي و جيش الجهاد المقدس الذي تكون في 5 نيسان 1936 بقيادة عبد القادر الحسيني.
الحرب العربية الإسرائيلية الأولى:
عام 1948 (سوريا، لبنان، العراق، السعودية، مصر) طوقت تل أبيب بنصف دائرة 6 كلم فتدخل مجلس الأمن بفرض هدنة لمدة 4 أسابيع من 11 حزيران 1948، تجدد بعدها القتال لصالح "إسرائيل" و تم عقد هدنة رودس 1949 و وقعت 4 اتفاقيات مع كل من لبنان، الأردن، مصر، سوريا و نصت الاتفاقية رودس على:
- ضم الضفة الغربية للأردن
- وضع قطاع غزة تحت إدارة مصر
- وضع القدس بين الأردن و إسرائيل
- أما باقي الأراضي لإسرائيل 77%
• إلا أن الإسرائيليين اخترقوا الهدنة عدة مرات فاحتلوا 77.4% من مساحة فلسطين(حسب ما ورد في الاتفاقية)، و أعلنت الجمعية العامة قرار يقضي بعودة اللاجئين العرب إلى ديارهم لكن رفضه اليهود و لا زال.
سبب هزيمة العرب:
1- قبول قرار مجلس الأمن بوقف القتال "الهدنة الأولى" في وقت حققت الجيوش العربية انتصارات كبيرة.
2- عدم استعداد الجيوش العربية و نقص و قدم الأسلحة.
3- عدم تنسيق بين الجيوش العربية و غياب القيادة الموحدة.
4- استغلال الإسرائيليين الهدنة للحصول على الأسلحة متطورة و متطوعين.
5- تدخل السياسيين في القرارات العسكرية في جهات القتال.
• بعد انتصار إسرائيل 1948 بدأ تشريد العرب و فتحت أبواب الهجرة لكل يهودي في العالم و في 20 أيار 1950 أصدرت بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا تصريح ثلاثي تضمن فرض رقابة على مشتريات الأسلحة لدول المنطقة و منع أي دولة من حشد جيوشها للاعتداء و هذا بهدف تهديد العرب و حماية "إسرائيل".
- أما "إسرائيل" لم تحترم هدنة رودس بل قامت بغارات و عمليات عسكرية كان أخطرها العدوان الثلاثي على مصر في 5 حزيران 1956 (الحرب العربية - الإسرائيلية الثانية بهدف الحصول على باقي أراضي فلسطين و إبادة القوات المسلحة المصرية بعد استدراجها في شبه الجزيرة سيناء لكن العدوان اخفق في تدويل قناة السويس أما "إسرائيل" فقد تمكنت من كسب حق فتح خليج العقبة لملاحتها و اعتبر ذلك نكسة للقضية الفلسطينية.
- في سنة 1957 أنشأت حركة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات.
- في سنة 1963-1964 تواصل دعم الشعب الفلسطيني في المؤتمرات العربية و الإسلامية لإبراز قضيته و تنظيم نضاله.
- بعد فشل مشروع إيزنهاور أخذت الولايات المتحدة الأمريكية تسلح "إسرائيل" سراً و علانية مما ساعد الإسرائيليين على ممارسة سياسة العدوان و توسع حدود احتلالها سنة 1967.
اندلاع الثورة الفلسطينية:
أثر مؤتمر القمّة العربية في القاهرة كانون الثاني 1964 أسست منظمة التحرير الفلسطينية في 29 أيار 1964 برئاسة أحمد الشقيري و التي أعلنت بها الثورة الفلسطينية في كانون الثاني 1965 بعد تأكد عجز العرب عن التصدي للعدوان الإسرائيلي و تحرير فلسطين.
- انطلقت العمليات الفدائية من الأراضي العربية المجاورة مما أدى إلى ازدياد الهجمات الإسرائيلية على الدول العربية إذ اعتبرتها قاعدة خلفية للثورة الفلسطينية فأغارت الطائرات الإسرائيلية على معظم مطارات مصر و العراق و سوريا و الأردن و تبع ذلك زحف بري إسرائيلي خاطف في 5 حزيران 1967 (حرب 6 أيام، 5 -10 حزيران الحرب العربية - الإسرائيلية الثالثة) تمكنت فيها "إسرائيل" من تحطيم السلاح الجوي المصري و توسعت على حساب أراضي جديدة (غزة، شبه جزيرة سيناء، الضفة الغربية و مرتفعات الجولان) و سيطرت على معابر الملاحة (قناة السويس، خليج العقبة، مضيق تيران)
- توقف القتال بإصدار مجلس الأمن القرار 242 القاضي بـ:
• انسحاب "إسرائيل" من الأراضي التي احتلتها سنة 1967 مقابل حدود آمنة لإسرائيل و حرية الملاحقة.
• احترام سيادة كل دولة و وحدة أراضيها و استقلالها السياسي و عدم استخدام القوة و حق دول المنطقة في العيش بسلام ضمن حدود آمنة معترف بها.
• ضمان حرية الملاحة عبر الطرق المائية الدولية في المنطقة (سويس ،العقبة، تيران) .
• تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
• رفض "إسرائيل" الانسحاب من الأراضي التي احتلتها و اشترطت لتنفيذ القرار الأممي ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة بينها و بين الدول العربية تبنى على أساس اعتراف الدول بدولة "إسرائيل" و إقامة علاقات طبيعية معها.
• أما منظمة التحرير الفلسطينية فقد وجهت لها عدة انتقادات و تم دمج 9 منظمات فلسطينية في منظمة التحرير و على رأسها منظمة فتح (حركة التحرير الفلسطيني) و أسندت رئاسة منظمة التحرير لـ: ياسر عرفات منذ 3 شباط 1969 و وجهت عمليات فدائية ضد المصالح الإسرائيلية و وسعت لتحويل عرب فلسطين من لاجئين إلى ثوار مقاتلين و تعهدت الدول العربية بتقديم كل ما تستطيع من دعم عسكري و مالي و سياسي لتأييد الثورة الفلسطينية.
• عرفت حرب 1967 ارتدادات كمعركة الكرامة في 21 آذار 1968 التي انتصر بها الفلسطينيون، و من ناحية أخرى عملت "إسرائيل" على تصفية الثورة و ضرب الصف العربي و كانت مجازر أيلول الأسود 1970 التي ارتكب فيها النظام الأردني آنذاك مجازر ضد اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، و نتج عنها مقتل الآلاف و إخراج المقاومة الفلسطينية من الأردن نحو لبنان، و استمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في إطار الحرب العربية - الإسرائيلية الرابعة 6 تشرين الأول 1973.
الصراع العربي الإسرائيلي و الاعتراف العالمي بها:
- لمحو أثار النكبات (1948-1967) و إجبار "إسرائيل" على وقف اعتداءاتها (حرق المسجد الأقصى 21 أب 1969 من قبل أحد المتطرفين الإسرائيليين) لإثارة الرأي العام العالمي حول القضية الفلسطينية .
- أعلنت مصر و سوريا و المقاومة الفلسطينية الحرب على "إسرائيل" بتأييد شعبي قوي و كان من أهم نتائج حرب 1973:
1- حقق الجيش العربي انتصارا عسكرياً يتمثل في تحطيم خط بارليف المحصن (في شبه جزيرة سيناء) .
2- تحطم جدار الخوف من التفوق التكنولوجي و العسكري الإسرائيلي.
3-ا لتضامن العربي في مساندة القضية الفلسطينية للحقوق العربية المشتركة و يتمثل ذلك في (تدعيم مادي و عسكري) تخفيض الدول العربية المصدرة للبترول يوم 16 تشرين الأول 1973 صادراتها بنسبة 5% شهريا لغاية انسحاب "إسرائيل" نهائيا من الأراضي العربية المحتلة في 1967 و استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه، و نتج عن ذلك :
إصدار المجموعة الأوروبية التسعة في تشرين الثاني 1973 بيانا وتأييدا غير مشروط لحقوق العرب المشروعة و إدانة سياسة "إسرائيل" في اغتصاب الأراضي بالقوة.
4 – انعقاد مؤتمر القمة العربي السابع في الرباط بين 26-29 تشرين الأول 1974(مؤتمر فلسطين) و قرّر مايلي:
- اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد لشعب فلسطين.
- تأييد حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه و تقرير مصيره و إقامة سلطة وطنية مستقلة بقيادة منظمة التحرير.
- تفويض رئيس جمهورية لبنان ( سليمان فرنجية ) للحديث باسم البلاد العربية في الأمم المتحدة.
5 – عودة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ( بعد 27 سنة ) و اعتراف الأمم المتحدة بحق الشعب الفلسطيني في تكوين دولته.
6 – تدهور معنويات الإسرائيليين و ثقتهم في جيشهم.
7 – فتح قناة السويس للملاحة الدولية في 05 حزيران 1975.
8 – استرجاع العرب أراضي محدودة في الجولان و سيناء.
9 – الاعتراف الدولي بشرعية منظمة التحرير و إصدار مجلس الأمن في 21 تشرين الأول 1973 قرار 338 يدعو فيه جميع الأطراف المشتركة في القتال إلى وقف إطلاق النار يوم 22 تشرين الأول على الساعة 9 مساءً و التنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن 242 بجميع أجزائه و إحلال سلام دائم في الشرق الأوسط.
10 – في العام 1974 أصدرت هيئة الأمم المتحدة 3 قرارات هي :
1 – دعوة منظمة التحرير إلى الجمعية العامة.
2 – حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و الاستقلال و العودة إلى دياره.
3 – حق المنظمة في المشاركة كمراقب في جلسات و أعمال المؤتمرات الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة.
11– في 13 تشرين الثاني1974 ياسر عرفات يلقي خطاباً من على منبر هيئة الأمم المتحدة لشرح القضية الفلسطينية.
12 – أصدرت الأمم المتحدة قرارات تدين "إسرائيل" و تعتبر الصهيونية حركة عنصرية و أن المستوطنات الإسرائيلية منذ 1967 باطلة قانونيا و عقبة في طريق السلام الشامل في الشرق الأوسط.
الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990:
بعد خروج المقاومة الفلسطينية من الأردن إثر مجازر سبتمبر الأسود كثفت وجودها في لبنان مما أدى بحزب الكتائب اللبناني آنذاك إلى إعلان الحرب ضد الحكومة اللبنانية و تحولت لبنان إلى حرب طاحنة أما فلسطين فقد أصبح عملهم على جبهتين ضد الإسرائيليين انطلاقا من لبنان و دعما للحكومة اللبنانية ضد الكتائبيين، و من ناحية أخرى راحت "إسرائيل" تعمل على ضرب الصف العربي و كانت زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى "إسرائيل" و توقيع اتفاقية كامب ديفيد 18 أيلول 1978 إذا تعترف مصر بالدولة الإسرائيلية مقابل استرجاع شبه جزيرة سناء، و واصلت "إسرائيل" أعمالها العدوانية و احتلت جنوب لبنان في 14 آذار 1978 ثم غزو كل لبنان بحجة ملاحقة المقاومة الفلسطينية و حوصرت بيروت 78 يوم و كانت معركة بيروت الشهيرة حزيران 1982 التي انتهت بخروج المقاومة الفلسطينية تحت ضمانات دولية على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت إرتكبت "إسرائيل" بالتواطؤ مع العناصر الكتائبية مجازر صبرا و شاتيلا التي ذهب ضحيتها ألاف الفلسطينيين اللاجئين في أيلول 1982.
- تم نقل مقر منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت إلى تونس غير أن القوات الإسرائيلية بقيت تسيطر على الشريط الحدودي في جنوب لبنان بحجة حماية أمن الحدود الشمالية الإسرائيلية، و تولى حراسة هذا الشريط عناصر إنشقت عن الجيش اللبناني بقيادة سعد حداد الموالي لإسرائيل(سمي آنذاك بجيش لبنان الجنوبي) و إستمرت المقاومة اللبنانية ضد الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان و تزعم هذه المقاومة حزب الله حتى تمم الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في 24 أيار 2000.
- بعد توقيع إسرائيل معاهدة مع مصر و سيطرت على جنوب لبنان ظنت أنها قضت على المقاومة الفلسطينية لكن في كانون الأول 1987 بدأ الفلسطينيون إنتفاضة شعبية عرفت بحرب أطفال الحجارة و حققت الأهداف التالية :
1 – أبرزت شموخ الشعب الفلسطيني و وعيه بثورته.
2 – كشف الجرائم الإسرائيلية.
3 – كسبت التعاطف الدولي للفلسطينيين حتى في قلب أوروبا و أمريكا.
4 – زعزعت أركان "إسرائيل" عسكريا و اقتصادياً.
5 – الإعلان عن قيام دولة فلسطين في 15 تشرين الثاني 1988 إثر المؤتمر الفلسطيني بالجزائر و كانت أول دولة تعترف بها.
توقيع اتفاقية الحكم الذاتي :
بعد حرب الخليج و طرح الولايات المتحدة الأمريكية مشروع النظام العالمي الجديد تم عقد مؤتمر مدريد للسلام لحلّ مشكلة الشرق الأوسط 30 تشرين الأول 1991 تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفيتي ، قد جاء لامتصاص غضب الشعوب العربية من جهة و مبادرة لإنهاء الصّراع العربي الإسرائيلي وفقا للمنظور الصهيوني أي تطبيع العلاقات بين العرب و "إسرائيل" و إيجاد تسوية للمشكلة الفلسطينية.
و جمع المؤتمر الفلسطينيين و الإسرائيليين و دول عربية و فتح المجال التفاوض بينهما و بعد سلسلة لقاءات سرية بالعاصمة النرويجية " أوسلو" سنة 1993 تم التوقيع على معاهدة سلام بواشنطن 13 أيلول 1993 من طرف ياسر عرفات و إسحاق رابين بحضور بيل كلينتون على أساس الاعتراف المتبادل و الاستقلال الذاتي للفلسطينيين في غزة و أريحا.
و تواصلت الاتفاقيات مع تغير رئاسة وزراء "إسرائيل"، نتنياهو سنة 1996 أكّد رفضه قبول دولة فلسطين ثم إيهود براك 1999، في اتفاقية كامب ديفيد 2000، و عودة الانتفاضة 28/09/2000 حين حاول أرييل شارون زعيم حزب الليكود المتطرف الدخول إلى الحرم القدسي الشريف يوم الخميس 28 كانون الأول 2001 تحت حراسة الجنود الإسرائيليين لاستفزاز مشاعر الفلسطينيين فتصد الفلسطينيون لهذه العملية و كانت بداية الانتفاضة الثانية بمظاهرات في مختلف مدن الفلسطينيين خاصة مدينة القدس و أستشهد أكثر من 70 فلسطيني و جرح الآلاف في الأسبوع الأول و قتل الجنود الإسرائيليون الطفل محمد الدرة بوحشية أمام عدسات الكاميرا.
- عجز باراك عن القضاء على الانتفاضة فانهزم في الانتخابات شباط 2001 ليتمكن أرييل شارون من الفوز فأصبح رئيساً لحكومة "إسرائيل" و وعد الإسرائيليين بالقضاء على الانتفاضة والفلسطينيين و توفير الأمن للإسرائيليين لا سيما المتطرفين منهم ، وعمد إلى :
القصف العشوائي للفلسطينيين، هدم البيوت، اجتياح المدن الفلسطينية، اعتقال وتعذيب آلاف الفلسطينيين، فرض الحصار و الإغلاق و منع القيادة الفلسطينية من التنقل الحر... الخ من جرائم إرتكبت بحق المدنيين على يدي المجرم شارون المعروف بدمويته تجاه العرب والفلسطينيين.
لكن الانتفاضة إستمرت و أصبح المستوطنين الإسرائيليين يعيشون في رعب و تراجع اقتصادهم بنية وشوهت صورتهم أمام الرأي العالمي - و خاب آمال الإسرائيليين في وعود شارون.
تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لإنقاذ الموقف و اقترحت عدّة حلول بعيدة عن الشرعية الدولية لكنها لا تجبر الإسرائيليين على احترام حقوق الشعب الفلسطيني.
çبعد تمكن الولايات المتحدة الأمريكية من احتلال العراق تظاهر الرئيس الأمريكي جورج ولكر بوش بضرورة فرض حل سلمي و إنهاء الصراع فقدم ما يسمى بـ = خارطة الطريق.
ملخص لخريطة الطريق: تنفذ في ثلاث مراحل :
1 – حتى أيار 2003 : على الجانب الفلسطيني:
.التأكيد على حق "إسرائيل" في الوجود.
• ضرورة وقف جميع العمليات الفدائية.
• تفكيك المنظمات الفلسطينية.
• صياغة مسودة لدى فلسطين و تعيين رئيس وزراء فلسطيني.
- أما الجانب الإسرائيلي عليه أن يلزم بـ:
× إنشاء دولة فلسطين
× يوقف العنف ضد الفلسطينيين
× ينسحب إلى المواقع ما قبل 28/09/2000
2- من حزيران 2003 إلى كانون الأول 2003 على الجانب الإسرائيلي :
× فتح المؤسسات الفلسطينية المغلقة في مدينة القدس
× تحسين الوضع الإنساني للفلسطينيين
و على الجانب الفلسطيني :
.إحداث إصلاحات في تسير شؤونهم
و خلال هذه المرحلة تم عقد مؤتمر دولي لتحقيق سلام شامل في المنطقة و على الدول العربية إعادة علاقاتها المجمدة مع "إسرائيل" و يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
3- خلال العامين 2004-2005:
يعقد مؤتمر دولي ثان للتوقيع على إقامة الدولة الفلسطينية ذات حدود مؤقتة ثم يبدأ التفاوض مع الوضع النهائي في 2005 و تجري المفاوضات حول الحدود و المستوطنات و القدس و اللاجئين، و بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة تقبل الدول العربية بإقامة علاقات طبيعية مع "إسرائيل".
تقييم خريطة الطريق :
تفتقد إلى آليات التنفيذ / فيها ثغرات عديدة و الهدف الأمريكي منها:
- صرف أنظار العرب عما يجري في العراق
- وقف العمليات الفدائية
- تفكيك الفصائل الفلسطينية لضمان أمن "إسرائيل"
- كسب الوقت ليتمم "شارون" بناء الجدار الفاصل بين "إسرائيل" من جهة و الضفة الغربية و قطاع غزة من جهة أخرى و الذي سيقام في أراضي فلسطين المحتلة عام 1967 ( تمييز عنصري)
التزمت الفصائل الفلسطينية بالهدنة و أوقفت العمليات الفدائية لكن "إسرائيل" لن توقف اعتداءاتها داخل أراضي 1967 الفلسطينية و هذا دليل على عدم جدية "إسرائيل" في تطبيق خارطة الطريق.
السياسة التي اتبعها عرفات في السنوات الأخيرة و المتمثلة في إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا تكون المنطلق لاسترجاع بقية الأراضي التي احتلتها "إسرائيل" عام 1967 وتم التوقيع على الاتفاق التنفيذي للحكم الذاتي لأريحا و غزة في 04 أيار 1994 و عرف تطبيق جزئي مع دخول ياسر عرفات إلى منطقتي الحكم الذاتي و تم توسيعها في الضفة الغربية على إثر اتفاق واشنطن الموقع عليه في 28 أيلول 1995، لكن مشكلة الحدود النهائية و طبيعة العلاقات بين "إسرائيل" و مناطق الحكم الذاتي بعد إتمام مراحل الحكم الذاتي قبل 4 أيار 1999 لم تنتهي بسبب تعنت الحكام الإسرائيليين خاصة شارون إذ أعاد احتلال أراضي الحكم الذاتي، و حاصر عرفات برام الله سنة 2002.
إن ما تسمى بدولة "إسرائيل" التي تدعمها الدول الكبرى دعما مطلقا وهي في الواقع دولة إحتلال، تريد أن تفرض واقعا على الشعب الفلسطيني ، واقع ترفضه الشرعية الدولية على الأقل نظريا ولكن يجب أن يدرك الجميع أن القضية الفلسطينية متأصلة في الجذور ومن المستحيل أن يتم تناسيها .