ندوات الإعجاز العلمي : التربة وما تحتويه ـ الزنجبيل ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بسم الله الرحمن الرحيم
( سورة الذاريات ) .
السماء ، البرزخ ، النحل ، الأرض ، ظلمات الفضاء ، الكون ، النمل ، الكواكب دقة الإنسان .التفكر في الخلق والكون
التفكر في الخلق والكون ، حوارات مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي ، من علماء دمشق يجريها عبد الحليم قباني .بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم ، وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . إخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .التفكر في السماوات والأرض ، والنظر في أفعاله ، والتدبر في آياته القرآنية طرق موصلة إلى الله سبحانه وتعالى ولخشيته ، فالعلم هو الوسيلة والطريق إلى الله سبحانه وتعالى ، فنتعرف إليه من خلال مخلوقاته ، ومن خلال آياته الكونية والقرآنية ، نرى دائماً ما فوق الأرض فنتعجب ، ونصدق ، وتزيد عندنا الخشية ، ولكن في هذه الحلقة ، ومعنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في جامعة دمشق والخطيب والمحاضر والمدرس في مساجد دمشق ، أهلاً وسهلاً بك في هذه الحلقة ، مع الدكتور سنغوص فيما هو تحت الأرض ، التربة ، وما تحويه من حشرات وكائنات في منتهى الدقة .الأستاذ راتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين . ثمة شيء لا يصدق ، إن متراً مكعباً من التربة التي نستخدمها للزراعة فيه ما يزيد على مئتي ألف من الديدان العنكبية ، وفيه ما يزيد على مئة ألف من الحشرات ، وعلى ثلاثمئة من ديدان التربة العادية ، وعلى آلاف الملايين من الجراثيم ، والكائنات المتناهية في الدقة ، وإن غراماً واحداً من هذه التربة يحتوي على عدة مليارات من البكتريا ، هي المخلوقات المتناهية في الدقة على شكل عصيات ، وعلى شكل كريات ، وعلى شكل لوالب ، بعضها يحتاج إلى الأوكسجين ، وبعضها لا يحتاج ، بعضها عارٍ ، وبعضها له أهداب تمكنه من الحركة ، إن هذا المصنع ؛ نعني به التربة ذو حركة دائمة ، يقوم بمهمات هي أكثر المهمات غموضاً واستغلاقاً حتى اليوم ، هذه الكائنات ما وظيفتها ؟ يعرف العلماء بعض الوظائف ، أما وظيفتها بالضبط فلا يزال هذا سراً لا تكتشفه العقول ، هذا المصنع ذو حركة دائمة ، يقوم بمهمات هي من أكثر المهمات أهمية ، ونفعاً للإنسان ، مفارقة حادة قد لا تصدق ، لو أن الجنس البشري كله أبيد عن بكرة أبيه لبقيت الحياة مستمرة ، أما هذه الكائنات لو أبيدت لانتهت الحياة من سطح الأرض كلياً ، فربما كان وجود هذه الكائنات من حيث أداء الوظيفة أخطر من وجود الإنسان ، فكل شيء نأكله على نحو مباشر أو غير مباشر إنما أصله من النبات الأخضر ، وقد ذكرت في حلقة سابقة أن الله وصف النبات بأنه نبات كل شيء . فإذا أكلت اللحم مثلاً ، فاللحم نبت من العشب ، فهذا الخروف أكل العشب ، فنما جسمه فأكلت أنت لحمه ، فغذائك بشكل أو بآخر أساسه النبات الأخضر ، قال تعالى :( سورة يس ) .
الحقيقة : } مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا { ، كأنك تحس أن هناك مفارقة ، الشجر الأخضر لا يشتعل ، يشتعل الشجر اليابس ، هناك شرح علمي لهذه المفارقة في هذه الآية : كيف يكون الشجر الأخضر ، وكيف يجعل وقوداً ؟ ولا يكون الشجر وقوداً إلا إذا كان يابساً ، فلماذا قال الله تعالى : } مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ { ؟ قال بعض العلماء : إن كلمة أخضر هي إشارة علمية إلى أن هذا الشجر ما كان له أن يكون شجراً لولا أوراقه الخضراء ، فالأوراق الخضراء أساس وجوده ، بل إن نمو النبات يعتمد على حادثة اسمها التحليل والتمثيل الضوئي ، فلا نبات بلا ضوء ، ولا نبات بلا شمس ، ولا نبات بلا ماء ، فالماء والشمس وغاز الفحم الذي أودعه الله في الجو هو سبب نمو النبات ، وما أوراق الأشجار إلا معامل تصنع مواد للنبات الأساسية وتصنع المواد العضوية .الأستاذ عبد الحليم : إذاً كما ذكرتم فضيلة الدكتور ، لِما هو تحت الأرض من حشرات وديدان عنكبية في بداية حديثكم من في التربة لها دور أساسي في نماء هذه النبتات ، وطبعاً هذه النباتات هي التي تطعم الدواب ، وتطعمنا ، فلذلك تكتمل دورة الحياة .الأستاذ راتب : قرأت مرة كلمة يقول كاتبها : إن أعقد معمل صنعه الإنسان من دون استثناء لا يرقى إلى مستوى الورقة ، ما يتم في هذه الورقة ؟ كما قلت قبل قليل : النبات يمتص الماء مع المعادن المنحلة فيه من التربة ، والورقة تأخذ الآزوت من الجو ، والشمس لها دور كبير جداً في تصنيع نواتج هذه الورقة ، الورقة تصنع ما يسميه علماء النبات بالنسغ النازل ، نسغ صاعد ونازل ، صاعد فيه ماء وأملاح المعادن ، ونازل هذا النازل ، تصور سائلاً يمكن أن يكون قماشاً ، أو خشباً ، أو حديداً ، أو بساطاً ، النسغ النازل ؛ سائل واحد يصنع ثمرةً ويصنع ورقة ، ويصنع غصناً ، ويصنع جزعاً ، ويصنع جزراً ، والسائل واحد ، فهذا النسغ النازل هو سبب ظهور الثمار ، والأزهار في الربيع ، وسبب نمو الأغصان ، وسبب ازدياد قطر الجذع ، وسبب نمو الجذور ، كله من مادة أصلية واحدة . فلذلك يعد نظام النبات من أعقد الأنظمة في الكون ، لكن بلطف ، معمل صغير يحتاج إلى وقود ، وإلى معادن ، وإلى صوت محرك ، أما هذه الشجرة ، وهي صامتة تمتص من التراب الماء وأملاح المعادن ، وتأخذ أشعة الشمس ، وتأخذ من الهواء الآزوت تصنع لك ألواناً ملونة ، وأنواعاً منوعة من الفواكه ، وما شاكل ذلك ، هذا من آيات الله الدالة على عظمته .الأستاذ عبد الحليم : فضيلة الدكتور ، بالنسبة لحياة الإنسان ، نرى أنه يتنفس من الهواء ، ويأكل مما عليه من الأرض ، ولكن بالنسبة إلى البكتريات والديدان ، وما هناك ، ماذا يتنفسون ؟ وماذا يأكلون ؟ هناك مراحل حياتية غريبة على ما أعتقد .الأستاذ راتب : في التربة حيوانات مهمتها الوحيدة تخلل التربة بالهواء ، فلو أبيدت هذه الحيوانات لانعدم النبات ، القوارض مقززة على سطح الأرض ، لكن لها دور خطير في باطن الأرض ، الأفاعي أيضاً ، هناك الخلد ، الأرنب ، هناك حيوانات كثيرة جداً مهمتها الأولى أن تتخلل التربة بالهواء ، وهذا أيضاً مما يلفت النظر في خلق الله عز وجل ، نحن أمرنا أن نقتل الحية لا لأن وجودها فيه خطأ ، لا ، لأنها خرجت على دائرة عملها ، دائرة عملها في باطن التربة ، أما إذا خرجت فهي ترعب الصغار والكبار ، لكن العلماء اكتشفوا الآن أن سم الأفعى له أثر فعال لا يصدق في توسيع الأوعية الدموية ، أدوية الضغط كلها تؤخذ من سم الأفعى ؛ لماذا إذا لدغت الأفعى إنسان يموت ؟ لأنها إذا لدغته تتوسع أوعيته حتى يصبح الضغط صفراً ، فيموت الإنسان ، يؤخذ من هذا السم قدر ضئيل جداً تتوسع الأوعية فيخف الضغط على الإنسان ، والضغط كما تعلمون هو ضيق تشنجي في الأوعية ، ومن حكمة الله جل جلاله أن كل أوعية الإنسان فيها عضلات دائرية ، تضيق وتتوسع . ومرة ذكرت في حلقة سابقة أن الإنسان الخائف يصفر لونه ، لأن بعض أوامر الكظر إلى الأوعية المحيطة في الجلد بتضييق لمعتها فيصفر لون الخائف . فالأفعى لها دور في الأرض ، وما من مخلوق خلقه الله إلا وله دور أساسي في خدمة الإنسان ، حتى الحيوانات التي ننزعج منها لها دور بشكل أو بآخر .الأستاذ عبد الحليم : إذاً هناك كما ذكرتم فضيلة الدكتور ، دورة حياة لا نراها بالعين المجردة ، ولكن هي تحت التراب ، فالحية والخلد يفسحون المجال للتربة كي تتنفس ، ويدخل الهواء بداخلها ، ولكن هناك الديدان التي تلتهم التراب ، وما شابه ذلك .الأستاذ راتب : هذه تصنع السماد ، وسيأتي هذا بعد قليل ، تتساقط الأوراق ، فتأتي الرياح ، وتوزع هذه الأوراق المتساقطة على أنحاء التربة ، وتأتي مليارات الكائنات المجهرية فتلتهما ، فإذا التهمتها تصبح غذاءً صالحاً للكائنات الأكبر منها ، هي وحيدة الخلية ، فإذا التهمتها تصبح غذاءً صالحاً لكائنات أرقى منها ، هي البكتريا ، ويتم هذا على ثلاث مراحل ، وهذه العمليات الحيوية تحتاج إلى الهواء ، فمن أين يأتي الهواء داخل التربة ؟ وظيفة الديدان أن تفتح أنفاقاً في التربة ، فالديدان والقوارض والأفاعي ، وكل الكائنات التي تعيش تحت التربة وظيفتها تهوية التربة ، فلو ألغيت لانعدم الإنبات من على سطح الأرض . هذه الديدان ، هنا المشكلة ، تلتهم التراب ، وتفرض السماد ، ولا يعلم إلا الله كم من الأطنان تنتجها الديدان في الهكتار الواحد ، وكم من الأطنان من الأسمدة تنتجها الديدان في الكيلو متر المربع الواحد ، إنه كون عظيم ، وله خالق عظيم ، وقد أنزل هذا الخالق العظيم شرعاً حكيماً ، فإلى أين نذهب ؟ ومن الذي يصرفنا عن الله جل جلاله ! وعن تطبيق أمره هذه بعض الحقائق الدقيقة ! قال تعالى :( سورة الإسراء ) .
( سورة البقرة الآية : 255 ) .
كما قلت قبل قليل : في الغرام الواحد عدة غرامات من البكتريا ، ماذا يجري تحت التراب لا يعلمه إلا الله ، إنها معامل وكائنات ، وعمليات تحول ، ومعادلات ، ونحن لا ندري ليس لنا إلا أن نقطف الثمار ، وأن نأكلها ، وأن نجني الخضراوات ، وأن نأكلها ، وأن نحصد المحاصيل ، ونأكلها ، والله سبحانه وتعالى بتدبيره وحكمته يهيئ لنا كل هذه النعم التي قال عنها :( سورة إبراهيم الآية : 34 ) .
الأستاذ عبد الحليم : فضيلة الدكتور ، بعد هذا التأمل والتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى ، وخصوصاً ما رأيناه في هذه الحلقة ، وما سمعناه من فضيلتكم عن التربة ، وما تحويه من كائنات حية وديدان ، وما شابه ذلك ، وكلٌّ له دوره ، طبعاً نريد أن تعلمنا عن بعض النبتات التي لها دور فعال ، في هذه الحلقة متسع من الوقت كي تحدثنا عن ذلك .الأستاذ راتب : قبل أن أخوض في هذا الموضع الذي طلبته ـ جزاك الله خيراً ـ يجب أن نعلم أنه ما من مخلوق إلا وله دور خطير في حياتنا ، هذه حقيقة ، وأنا أعترض اعتراضاً شديداً على من يقول : الزائدة الدودية مثلاً ، كلمة زائدة تعني أنها زائدة ، هي ليست زائدة ، وأنا أقترح أن يكون اسمها الذائدة الدودية ؛ أي المدافعة ، وقد ثبت أن الزائدة الدودية هي خط دفاع آخر في جسم الإنسان ، إذاً لا يعقل أن خلق الله كامل كمالاً مطلقاً ، أي يكون فيه زيادة ، أو فيه نقص ، أو فيه كائن يؤذي فقط ، يؤذي من جانب ، لكن ينفع من جوانب أخرى . مرةً قرأت مقالة أن بعض بلاد آسيا ، وأنظنه الصين استطاع أن يقضي على القوارض ، فكانت النتيجة أن الزراعة ارتبكت ارتباكاً كبيراً جداً ، حتى القوارض في المجاري لها دور في تنقية أنابيب المجاري ، والممرات ، فالإنسان دائماً كلما ازداد علمه يكشف الجانب الآخر ، هناك جوانب سلبية في بعض الكائنات ، لكن لها فوائد كبيرة جداً من جهة أخرى ، كما تفضلتم . في القرآن الكريم وردت أربعة نباتات ، هي عند العلماء نبتات توابل ، فمن هذه الآيات التي ورد فيها ذكر التوابل :( سورة الإنسان ) .
والآية الثانية :( سورة المطففين الآية : 26 ) .
والآية الثالثة : ( سورة الإنسان ) .
فالحديث عن الزنجبيل والمسك والكافور حديث عن التوابل ، ولو اخترنا الزنجبيل ، فإن طبيبًا قد قرأ كل ما كتب عن الزنجبيل في كتب الطب القديمة ، وقرأ سبعة بحوث علمية صدرت عن مراكز علمية رصينة ، وقد أشار في مقالته إلى أسماء البحوث التي صدرت حول هذه المادة فكان الشيء الذي يلفت النظر : إن الزنجبيل كما ورد في كتب القديمة مسخن للجسم ، معين على الهضم ، ملين للبطن ، مطهر ومقوٍّ ، ينفع الزنجبيل في التهاب الحنجرة ـ لا يقال حُنجرة ، خطأ شائع ، صوابها الحَنجرة ـ ويعالج الرشح ، ومسكِّن قوي للتهاب المفاصل ، ومسكن قوي للمغص المعوي ، ومضاد للغثيان ، خلاصته المائية دواء جيد لأمراض العين ، ورد هذا في الكتب القديمة ، لكن الشيء الذي لا يصدق ماذا ورد عنه في الكتب الحديثة ؟ إن الأبحاث الحديثة التي أجراها علماء لا يعرفون هذه المادة وردت في القرآن الكريم ، فقالوا : الزنجبيل منعش للقلب والتنفس ، مقوٍّ لتقلص عضلة القلب ، ديكوكسين الاسم العلمي لدواء تقوية القلب ، ، إنه مماثل تماماً للديكوكسين . والزنجبيل موسع للأوعية والشرايين ، يمنع تجمع الصفيحات الدموية ، إذاً هو مميع للدم ، يفيد في أمراض الجلطات الدماغية والقلبية ، وخثرات الأطراف ، يخفض من ارتفاع الضغط الدموي ، وهو خافض للكلسترول ، كأن أدوية القلب كلها جمعت في الزنجبيل ، هذا النبات من نبتات التوابل ، لماذا ورد ذكره في القرآن الكريم ؟ لا شك أن له علاقة بالإنسان . الآن أدوية القلب أدوية موسعة للشرايين ، أدوية مقوية لنبض القلب ، أدوية خافضة للضغط ، أدوية خافضة للكلسترول ، كل هذه الميزات موجودة في الزنجبيل ، ودائماً الدواء الكيمائي له منافع ومضار معاً ، بينما الدواء النباتي كله منافع ، لأنه من صنع الحكيم الخبير .الأستاذ عبد الحليم : فضيلة الدكتور ، بالنسبة للزنجبيل اكتشف الأطباء كما ذكرتم أنه دواء لتوسعة الشرايين ، وما شابه ذلك ، ولكن هل اكتشف العرب قديماً الزنجبيل ، واكتشفوا أن له فوائد عديدة .الأستاذ راتب : الزنجبيل كما قال عنه بعض علماء الطب المسلمين : إنه مسخن للجسم ، معين على الهضم ، ملين للبطن ، مطهر ، مقوٍّ ، ينفع في التهاب الحنجرة ، ويعالج الرشح ، مسكن قوي للتهاب المفاصل ، وأنا أتمنى أن يرجع الطب الحديث إلى ما في كتب الطب القديمة من فوائد لهذه النبتات ، وأنا أتصور أننا مقصرون كثيراً في البحث عن دواء النباتي بدلاً أن نبحث عن دواء كيماوي ، اشترِ أي دواء ، واقرأ ما كتب فيه ، أو عنه ، تجد أن له مضاعفات ينبغي أن ننتبه إليها ، فكل دواء كيماوي ينفع من جهة ، ويضر من جهة أخرى ، أما الدواء النباتي فهو آمن من سلبيات الدواء فيما أعلم . إذاً فضيلة الدكتور ، وأيها الإخوة والأخوات ، بعد هذا التأمل والتفكر في خلق السماوات والأرض تعجز الكلمة عن الوصف ، لذلك أستعين بهذه الكلمات من الشعر :يا من يرى مدى البعوض جناحه في ظـلمة الليل البـهيم الأليل
ويرى مناط عروقها في نحـره و المخ في تلك العظام النُـحل
أمنٌ علي بتوبة تمحو بــــه ما كان مني في الزمـان الأول
أيها الإخوة والأخوات ، إلى حلقات قادمة بإذن الله تعالى ، ومع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، نتأمل ونتفكر في خلق السماوات والأرض وما فيهن ـ أيها الإخوة نستودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .