عندما بدأت ادرك ماهية الأشياء حولي ، و أتعلم أسماءها و مفرداتها ، معانيها و قيمها ، عرفت فلسطين ، لكني لم أعرفها إلا و هي مغتصبة و محتلة من الكيان الصهويني القذر ، لم أعرفها إلا و أبناءها شهداء و أمهاتها ثكلة و شيوخها غالب على أمرهم.
لم أعرفها إلا و أطفالها يحملون هم وطن بينما كنت حينها لا أحمل إلا هم ألعابي ، كيف أجمعهم و أحميهم و أمنع من يريد لمسهم !
كبرت و كبرت معاناة فلسطين معي ، بدأت أسمع عن قصف و عدوان عن قتل و تشريد عن طرد و أسر ، دون أن أفهم كيف فلسطين عربية و أنا عربي و هؤلاء الملايين من البشر ينتمون لما تنتمي له فلسطين و يؤمنون بما تؤمن هي به دون أن أرى أن هذا الإنتماء و ذاك الإيمان قد حرك في ضمائرهم شيء يذكر !
و كبرت و كبرت معي معاناة فلسطين دون أن أرى من ينادي بتحريرها قد حاول تحريرها و من يتكلم عن معاناة شعبها قد فعل ما يخفف عن معاناتهم شيء !
و كبرت و كبرت معي معاناة فلسطين و بدأت أسمع ما لم أسمعه من قبل، فلسطينيون يساعدون الصهاينة على فلسطين، و عرب يحاصرون هم فلسطين ، و عرب يصافحون من يده قد لطخت بدماء أطفال فلسطين !
حينها تمنيت ألا أكبر ، أن يتوقف بي العمر ، خفت أن أكبر فتكبر معي معاناة فلسطين أكثر و أرى العرب و هم يرقصون على أشلاء فلسطين ، و يسكرون على منظر الدماء و الجوع و القهر و الحرمان يخيم على أبناء فلسطين من كل صوب .
لكن مع كل أمنياتي ، ما زلت أكبر و معاناة فلسطين تكبر معي ، و احلامي تكبر ايضاً إلى ان ارى مسؤولو العرب و هم يصغرون يصغرون حتى تسحقهم أقدام أصغر طفل في فلسطين ، فتنتهي حينها معاناة فلسطين !
فلتمت كل تلك الضمائر النتنة و العقول العفنة و الابواق المهترئة ، و لتحيا فلسطين !
هذه التدوينة كتبت لأجل يوم التدوين من أجل فلسطين.
اللهم انصر اخواننا في فلسطين يارب