القدس الشريف

موضوع: القدس الشريف 2010-06-26, 20:31

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالـة القــدس الشريـف :

الحمد لله الكبير المتعال مالك الملك بيده الخير وهو على كل شيء قدير، الحمد لله الذي هدانا لدين الاسلام وجعلنا من المسلمين، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اكرم نبي هذه الأمة عليه الصلاة والسلام وجعله خاتماً للانبياء والمرسلين وقدمه عليهم إماماً في المسجد الأقصى المبارك ليلة أسرى به إليه من المسجد الحرام وعرج به منه الى السموات العلا، أمرنا سبحانه بطاعته وحذرنا من معصيته ومخالفة أمره.

وأشهد أن سيدنا وقدوتنا محمد عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده.

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وصحبه الاخيار وعلى من اتبعه وسار على هديه الى يوم الدين.

أما بعد : فيا أيها المؤمنون :

يمر العالم الاسلامي في هذه الأيام في مرحلة حاسمة ودقيقة، حيث الصراعات الحادة ذات الجذور التاريخية المختلفة، وتبرز قضايا تستقطب اهتمامات الأمة وتستحوذ على مشاعرها، غير أن قضية القدس ومسجدها الاقصى المبارك هي أم القضايا ومصدر الهم والاهتمام.

هذه البقعة الطاهرة المباركة ارتبط بها تاريخ العرب قبل الاسلام لقرون طويلة ثم جاء الاسلام ليؤكد هذه الرابطة، وجعلها رابطة عقيدة لا تنفصل ولا تتغير مع الايام ولا تتبدل مع الاحداث، فقد منح الاسلام القدس - ودرتها الأقصى المبارك - قوة العقيدة وصلابة الايمان.

قال تعالى: >سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير< سورة الاسراء آية (1).

وتعلمون أيها الاخوة الأفاضل، وأيتها الأخوات الفضليات أننا حين نتحدث عن القدس كرمز للوجود العربي الاسلامي فإننا لاننساق مع العاطفة والحب العميق وحدهما ولكن لنقرر حقيقة يلمسها المرء كلما استعرض حقب التاريخ.

فالقدس مدينة عربية الاصول والنشأة، اسلامية التاريخ والحضارة.

أنشأها العرب اليبوسيون قبل خمسة آلاف عام وعاش فيها الكنعانيون فازدهرت، ولقيت هذه المدينة العناية والاهتمام من المسلمين عبر عهودهم المتلاحقة.

فالتاريخ الاسلامي يحدثنا أن الهدف الاسمى لحركة التحرير الأولى التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم كانت لكسر شوكة الاستعمار الروماني وانعتاق الكيان العربي القائم في هذه المنطقة على اختلاف أديانه ومذاهبه واعلاء شعار التسامح والعدل والمساواة، >لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي< سورة البقرة آية (256).

ولذلك لم يكن غريباً أن تلقي القدس بمقاليدها لأمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب دون قتال وأن يدعو راعي كنيسة القيامة خليفة المسلمين ليتسلم مفاتيحها في موكب تاريخي مهيب، توج بالعهدة العمرية التي لاتزال مثلا شامخاً في العدل والحرية والتسامح.

لقد القت القدس بمقاليدها لعمر ولقادة الفتح الأخيار طواعية واختياراً وكأنها الابن الذي يعود الى أصله بعد غياب ويرجع الى أحضان أمه بعد فصام.

وكما كانت القدس هدفا لحركة التسامح الديني والتحرر الوطني فقد بقيت عبر تاريخ المسلمين رمزاً لهذه المبادىء وشاهدا على بقائها.

وحين علت موجة التعصب والكراهية والحقد الأعمى كما حدث في الحروب الصليبية التي قادها ملوك أوروبا ظلماً باسم الدين اختل هذا التوازن وسقطت القدس وسقطت معها رموزها العالية.

وكان تحرير صلاح الدين الايوبي للقدس يومها ايذاناً بعودة السلام والأمن وسيادة شريعة التسامح وعودة دور القدس السامي.

أيها المسلمون :

يروى أن الفاروق عمر حين دخل القدس فاتحاً كتب الأمان والصلح وقام في الناس خطيباً فحمد الله تعالى واثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا أهل الاسلام: ان الله تعالى قد صدقكم الوعد ونصركم على الاعداء وأورثكم البلاد ومكن لكم في الارض فلا يكونن جزاؤه منكم إلا الشكر وإياكم والعمل بالمعاصي فإن العمل بالمعاصي كفر للنعم وما كفر قوم بما أنعم الله عليهم ثم لم يفزعوا الى التوبة الا سلبوا عزهم وسلط عليهم عدوهم..

هذا هو منهاج الأمة في البناء والعطاء وهذا ما فعله الخلفاء والسلاطين والملوك المسلمون في القدس والمقدسات فيها.

عمروها بكل عناصر الخير بالمعاهد والمدارس العلمية والمستشفيات والسبل والربط والتكايا.

وكان آخرها - ومازال - رعاية هذه المملكة بقيادتها الهاشمية وما تقوم به من اعمارات متواصلة لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وذود عنه ودفع للمفاسد التي تحيق به.

ذلك أن القدس - ودرتها الأقصى- تعيش في الوجدان والقلوب، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين، وثاني المسجدين من حيث تاريخ البناء.. ، سأل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم: >أي مسجد وضع في الأرض أولا؟ فقال: المسجد الحرام..، قلت ثم أي ؟ قال المسجد الأقصى، قلت كم كان بينهما قال أربعون سنه..< رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله ليه وسلم قال: >لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا< رواه الترمذي والنسائي وأحمد.

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: >يامعاذ إن الله عز وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش الى الفرات رجالهم ونساؤهم واماؤهم مرابطون الى يوم القيامة، فمن اختار منكم ساحلا من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد الى يوم القيامة<.

القدس الشريف Quds_rabat%5B1%5D

موضوع: رد: القدس الشريف 2010-06-26, 22:42

جزاك الله خيرا أختي مروة على الموضوع القيم
القدس الشريف GcK88489

» قصيدة و لا اروع عن القدس الحبيبة ااااه ياااااا فلسطين كم تعانين
» تغطية هدف يحي الشريف ضد تور [ youtube ]
» هدية بمناسبة المولد النبوي الشريف والهدية لاترد....ماهيك تفضلوا :
» التغطية الحصرية لحفل المولد النبوي الشريف في متقن رمضان حمود