عندما كانت غزة مصيفا لجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تُذكر غزة إلا وقُرن اسمها بهاشم بن عبد مناف، وهو الجد الثاني لخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، فهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم وقد يتساءل البعض ما سر هذا الارتباط، وما علاقة سيد مكة المكرمة وقتها بغزة؟؟
عبد مناف سيد مكة وكان أول من سنّ رحلتين تجاريتين لأهل مكة، رحلة بالشتاء إلى اليمن ورحلة بالصيف إلى الشام، واتجّر ابنه هاشم مع الشام، وكان تاجرا صدوقاً، واعتاد السفر إلى الشام وكان يمر بغزة أثناء سفره فكان يقيم في خاناتها أياماً وليالي، وفي إحدى تلك الزيارات وكان وقتها شاباً في الخامسة والعشرين من عمره ألمّ به مرض فتوفي في غزة ودُفن فيها، وهذا سر ارتباط اسم غزة بهاشم جد خير البرية.
ووفاة هاشم ودفنه في غزة موضع إجماع من المؤرخين، بل إن بعض الروايات التاريخية تقول أن والده عبد مناف أيضا مات في غزة حيث اتخذها له مصيفا يقيم فيه مدة الصيف، وأن ابنه هاشم لما مات دفن بجواره. ولما حكم المماليك غزة أنشئوا ضريحا لهاشم وابتنوا مسجدا مجاوراً للضريح وجدده السلطان العثماني عبدالحميد سنة 1850 للميلاد. ورغم أن الضريح كان مسرحاً لكثير من الممارسات الخاطئة خصوصاً عند طائفة من غلاة الشيعة بالهند تسمى "البهرة" تعتبر أن ضريح هاشم محجاً تجب زيارته و التبرك به، برغم ذلك فإن للمسجد المجاور للضريح دور تاريخي هام إذ يحتوي على مكتبة نفيسة تضم الكثير من المخطوطات، وفيه حجرات كثيرة اتخذها طلاب العلم وعلماء مسلمون من العصر المملوكي وما بعده سكنا وأوت أبناء السبيل والغرباء.
ومازال مسجد السيد هاشم قائما في غزة العتيقة يقع في حي الدرج وتقام فيه الصلوات الخمس والجمعة، واختفت من الضريح القريب ولله الحمد الكثير من البدع والمظاهر الشركية منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى كما يقول إمامه يوسف أبونجيلة.
شاهد الصور