احتفظت كتبنا القديمة بكلمات حق لها أن تكتب بماء الذهب ... وسنختار لكم اليوم غيضا من فيض ....
أوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته ، فقال :
"إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق " .
"إياك وكثرة العتب فإنه يورث البغضاء" .
"وعليك بالكحل فإنه أزين الزينة" .
"وأطيب الطيب الماء" .
. وأوصى زوج زوجيته بأبيات جميلة قال فيها :
خـذي العـفـو مني تستديمي مودتي *** ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
ولا تنـقريني نقـرك الـدف مسـرة *** فإنك لا تـدرين كيـف المغيب
ولا تكثري الشكوى فتذهبه القوى *** ويأباك قلبي ، والقلـوب تقلـب
فإني رأيت الحـب في القلب والأذى *** إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
وقال أبو الدرداء يوما لزوجته :
"إذا رأيتني غضبا فرضني " .
"وإذا رأيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب " .
خطب عمرو بن حجر ملك كندة أم إياس بنت عوف بن ملحم الشيباني ، ولما حان زفافها إليه خلت بها أمها أمامة بنت الحارث فأوصتها وصية تبين فيها أسس الحياة الزوجية السعيدة وما يجب عليها لزوجها. فقالت :
أي بنية، إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك ، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل .
ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتها إليها كنت أغنى الناس عنه ، ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال .
أي بنية، إنك فارقت الجو الذي منه خرجت ، وخلفت العش الذي فيه درجت ، إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه ، فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا، واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا :
** أما الأولى والثانية : فالخشوع له بالقناعة ، وحسن السمع له والطاعة .
** وأما الثالثة والرابعة : فالتفقد لمواضع عينيه وأنفه ، فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح .
** وأما الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن تواتر الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة .
** أما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله والارعاء على حشمه وعياله ، وملاك (عماد) الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
** وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمرا، ولا تفشين له سرا، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره ، ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مهتما ، والكآبة بين يديه إن كان فرحا .
ورحم الله من قال :
وعـين الرضا عن كل عـيـب كـلـيلة
كما أن عين السخط تبدي المساويا
بقلم:توفيق باباواسماعيل