مروة ♥ عضو نشط ♥
♠ عدد المساهمات ♠ : 620 ♠ العمر ♠ : 32 ♠ الولاية ♠ : ارض الله ♠ نقاط النشاط ♠ : 17484 ♠ السٌّمعَة ♠ : 19 ♣ التوقيت ♣ :
| موضوع: التفــــــــاحة العميــــــــــــــــــــــــــــاء .. ادخل وشوف 2010-10-16, 20:27 | |
| لاشيء يضاهي الاستمتاع بقراءة قصة من قصص السلف الصالح ،،
ان كان من خلال سيرته أو من طيات كتابه لذا يحكى أنه قي القرن الاول
الهجري كان هناك شاب تقي فقير ، خرج في يوم من الايام من بيته ولم يجد
مايأكله فانتهى به الطريق الى أحد البساتين الممتئلة بأشجار التفاح والتي
يتدلى غصنها خلف السور ... حدثته نفسه أن يأكل هذه التفاحة ويسد بها
رمقه ولا أحد يراه ولن ينقص هذا البستان .. بسبب التفاحة واحدة ... فقطف
التفاحة ثم جلس يأكلها ، ولما رجع الى بيته بدأت نفسه تلومه وهذا هو حال
المؤمن دئما ً يحاسب نفسه .. كيف أكلت التفاحة ؟ وهي مال لمسلم ؟
ولم أستأذن منه؟ في يوم التالي بحث عن صاحب البستان حتى وجده ،
فقال له: يا عم باالأمس بلغ بي الجوع مبلغاً عظيماً وهأنذا اليوم أستأذنك
فيها؟ رد صاحب البستان : والله لا أسامحك بل أنا خصيمك يوم القيامه عند
الله. فبدأ الشاب يبكي ويتوسل اليه أن يسامحه ، وقال له : أنا مستعد أن
أعمل أي شيء بشرط أن تسامحني وتحلللني . وكرر توسله الى صاحب
البستان الا أن صاحب البستان لا يزداد الا اصراراً . وبقي الشاب عند البيت
ينتظر خروجه الى الصلاة العصر ... فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب
لا يزال واقفاً ودموعه تتحدر على لحيته فزادت وجهه نوراً غير نور الطاعه
والعلم . فقال الشاب لصاحب البستان : يا عم انني مستعد للعمل فلاحا ً
في هذا البستان من دون أجر باقي عمري أو أي أمر تريد ولكن بشرط أن
تسامحني عندها ... أطرق صاحب البستان يفكر ثم قال : يا بني انني
مستعد أن أسامحك الاُن لكن بشرط : فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال
اشترط ما بدى لك ياعم . فقال صاحب البستان شرطي : هو أن
تتزوج ابنتي !!! صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا
الشرط ، ثم اكمل صاحب البستان أن ابنتي عمياء ، وصماء ، وبكماء ، وايضاً
مقعدة ولا تمشي ومنذ زمن وأنا أبحث لها عن زوج أستأمنه عليها ويقبل
بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فان وافقت عليها سامحتك . صدم الشاب
مرة أخرى بهذا المصيبة الثانية وبدا يفكر كيف يعيش مع هذه الفتاة خصوصاً
أنه مازال في مقتل العمر؟ وكيف تقوم بشؤونه وترعى بيته وتهتم به وهي
بهذا العاهات؟ ثم قال: أصبر عليها في الدنيا ولكن أنجو من ورطة التفاحة!!!
ثم توجه الى صاحب البستان وقال له : يا عم لقد قبلت ابنتك وأسال الله أن
يجازيني على نيتي وأن يعوضني خيراً مما أصابني . فقال صاحب البستان:
حسناً يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وأنا
أتكفل لك بمهرها . فلما كان اليوم الخميس جاء الشاب متثاقل الخطى ...
حزين الفؤاد ... منكسر الخاطر ... ليس كأي زوج ذاهب الى يوم عرسه ، فلما
طرق الباب فتح له أبها وأدخله البيت وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث قال له:
يا بني تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على
الخير ... وأخذه بيده الى الغرفه التى تجلس فيها ابنته فلما فتح الباب .
اذا بفتاة بيضاء أجمل من القمر قد انسدل شعرها كالحرير على كتفيها ،
فقامت ومشت اليه فاذا هي ممشوقه القوام وسلمت عليه وقالت السلام
عليك يا زوجي . .. دهش الشاب مما رأى ووقف في مكانه لا يصدق ما يرى
ولا يعلم ما الذي يحدث ،ولماذا قال أبوها ذلك الكلام !!
ففهمت ما يدور في باله فذهبت اليه وقالت: انني عمياء من النظر الى
الحرام ، وبكماء من القول الحرام ، وصماء من الا ستماع الى الحرام ، ولا
تخطو رجلاي الى الحرام ، وأنا وحيدة أبي ومنذ عدة سنوات وأبي يبحث
لي عن زوج صالح ، فلما أتيته تستأذنه في التفاحة وتبكي من أجلها ، قال
أبي : أن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له ؛ حري به أن يخاف الله في ابنتي
فهنيئاً لي بك زوجاً وهنيئاً الأبي بنسبك ...
وبعد عام أنجبت هذه الفتاة من هذا الشاب غلاماً كان من القلائل الذين
مروا على هذة الامة . أتدرون من ذلك الغلام ؟؟
انه الأمام أبو حنيفه النعمان صاحب المذهب الفقهي المشهور. | |
|