01 أكتوبر 2008 --- ذكرى و عبر لمن أراد أن يعتبر....

بسم الله الرحمن الرحيم
أعضاء وزوار منتديات متقن رمضان حمود
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يخبرنا الله عز و جل في كتابه الكريم بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
(..و لنبلونكم بشيئ من الخوف و الجوع و نقص من الاموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون )
صدق الله العظيم

بعد الفاجعة الأليـمة، والهول العظيــم، الذي باغت سهل وادي ميزاب صبيحة عيد الفطر 1429 هـ. فترك الناس بين شهيد ومنكوب، وفقيد ومفجوع.
مارأيكم أن نعود عام إلى الوراء لنتذكر ما حدث في ذلك العيد المشؤوم :
في يوم الثلاثاء وعلى الساعة الخامسة صباحا كان سكان الصحراء الجزائرية يتأهبون لاستقبال عيد الفطر المبارك، من مدينة الجلفة إلى الأغواط إلى مدينة غرداية استيقظ السكان على آذان الفجر وتوجه أغلبهم إلى المساجد، كانت زخات المطر تنبئ بعيد بارد رغم أن المنطقة لم تخرج بعد من لفحات الصيف الحار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
لكن الأقدار شاءت عكس ما يتمناه رجال ونساء المنطقة وأطفالها النائمين مطمئنين جنب ملابس العيد الجديدة. تعالت صيحات القوم في الشوارع وانطلقت حناجرهم تحذر السكان من طوفان عظيم يتهددهم، انطفأت الأنوار بانقطاع التيار الكهربائي وتسابق الناس مذعورين إلى أسطح المنازل. مياه السيول المنهمرة كانت تُحدث صوتا مخيفا كان قد سمعه السكان عام واحد وتسعين حينما أتت مياه الوديان على الأخضر واليابس. مدينة غرداية التي تقع على ضفاف وادي ميزاب أخذت نصيب الأسد من الوديان التي سالت بين الشعاب وأخذت مجراها من بريان والقرارة إلى غرداية ثم العطف ثم متليلي. منسوب المياه ارتفع عشرة أضعاف المستوى الذي تعوّد عليه الأهالي. فجأة ساد الصمت المطبق. وعمّ الوادي صوت تهاوي جدران المنازل كقطع الدومينو مُحدثة ضجيجا هائلا يتردد صداه في الشّعاب. ارتفعت أصوات الحيوانات وهي تبتلعها المياه و فرقعة السيارات التي تراقصها الأمواج ثم تضربها في كل ركن. ثم انتشر عويل النساء اللائي يستغثن من أسطح المنازل التي غمرتها المياه قبل أن تلتهم أسرا بكاملها.

باسمي و باسم أعضاء منتديات متقن رمضان حمود ندلي مايلي :

أولا: نتقدم بالتعازي والمواساة الخالصَة لأنفسنَا ولأهالِي الضحايا: شُهداءَ ومفقودينَ، وجرحَى ومتضررين جميعا. فالحمد لله على ما أعطى، وعلى ما أخذ، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
ثانيا: باسم مواطني وادي ميزاب،نعبرعن عميق تأثرنا بهول الفاجعة التي ألمت بنا في الأنفس وعظيم الدمار الذي لحق بوادينا عامة ،والخسائر الكارثية في الممتلكات والثمرات والأموال، في المناطق والأحياء الأكثر تضررا بصفة خاصة،فأدخلت الخوف والحزن إلى كل بيت.قدر الله ما شاء فعل.
رابعا: نُشيد بكل عائلة أعدت رغيفا،أو قدمت طعاما،أو غطاء، أو آوَت منكوبا لا ملجأ له، ونشكر لها هذا التآخيَ والتراحمَ، خصوصًا وأنَّ البيوت المنهدمة تخطَّت في تَعدَادها بضْعَ آلاف فضلا عن المهددة بالانهيار، والمهجورة خوفا من الأخطار ..
خامسا: نؤكد تقديرنا لقائد البلاد فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لمُسَارعتَه إلى اتخاذ القرارات المناسبة فور وقوع الكارثة، فأمر بانعقاد عاجل لمجلس الوزراء، وأعلَن المنطقة منكوبة، كما نشكر لرئيس الحكومة زيارته الميدانية ، والشكر موصول للسيد وزير الداخلية ولخلية الأزمة،وللسلطات المحلية، والنواب، ولكافة الوزراء الذين تفقدوا المنطقة فشاهدوا بأعينهم آثار الطوفان الوخيمة، وأبدوا مواقف وقرارات نرجوا أن يكون لها أثر طيب على المنطقة إن شاء الله.
سادسا: نُقدِّر كل جهد وطني مبذول من كافة مناطق قطر جزائرنا العزيزة، وبرقيات التضامن الوافدة من كل مكان، ووفود الأعيان، وليست هذه الوقفة بغريبة عن أبناء شعب المليون ونصف مليون شهيد، الذين يحفظُون حقَّ الدين والوَطَن، وهي لَعَمْري وقفةٌ تاريخيَّة مشرِّفة للجزائر العظيمة.

سابعا: كما نثني الثناء العطر على مجهودات جميع السلطات المدنية، والعسكرية، و الأمنية، وخلية الأزمة المحلية، والحماية المدنية، والهلال الأحمر الجزائري، والكشافة الإسلامية الجزائرية، والحركة الجمعوية، والمتطوعين فرادى وجماعات، وكل من ساهم من قريب أو من بعيد.
عاشرا: ندعو السلطات العليا إلى إيجاد حلول جذرية لمستقبل التعمير والتنمية في المنطقة، حفاظا على الإرث الحضاري الأَلْفي المهدَّد حاليا، وضمان تنمية عمرانية مستدامة، لصالح
الأجيال القادمة، ونؤكد على ضرورة إشراك الهيئات العرفية والأعيان، ومراكز الدراسات ذات الصلة، وأهل الإختصاص والخبرة في الميدان.

فلنقف جميعاوقفة ترحم واجلال على ارواح ضحايا غرداية
ولندعو الله ليتغمدهم برحامته و يسكنهم فسيح جنانه

ربي يرحم الموتى
و يحفظ الحيين

أخي ياسبن ، فعلا ذكرتنا بـفيضان 1 شوال 1429 ، الموافق لـ 1 أكتوبر 2008 حيث غمرت غرداية بالمياه و شلت الحياة العادية بها ، وفقدت أرواح و دمرت منازل و متاجر و ارتفعت الخسائر إلى عشرات الملايير . إلى حد اليوم ، تعيش الولاية ، وبالأخص مركزها ، رغم المجهودات المعتبرة القائمة ، نتائج ذلك اليوم . ولكن نؤمن بقضاء الله وقدره .
صحيحا ، لاحظنا في تلك الأيام أنواعا من التآزر والتضامن المحلي والوطني وحتى الدولي .

بعد مرور عام من فيضانات غرداية عاد كل شيء كما كان سابقا لكن الأرحام لم تعد و لن تعد لكل من فقد شيئا ماديا نقول له إحمد الله على بقاء والديك و اصحابك بجنبك و لم يتركوك لكل من فقد أعز ما لديه في الكون نقول له قد كتب الله ذلك
الله يرحم كل من لم نره و لن نره منذ الفيضان و لكن هم في قلوبنا

» مسابقة لمن أراد المشاركة
» قصة مؤثرة جدا.......عبرة لمن يعتبر........
» سعدان لا يعتبر الفوز بكأس افريقيا هدفا له
» _-_ هل ما يقوم به التلميذ كبحث على الشبكة يعتبر بحثا؟ _-_
» 9 أكتوبر : اليوم العالمي للبريد