"أوباما".. متى تصدق الأفعال الأقوال؟
"أوباما".. متى تصدق الأفعال الأقوال؟
زياد المشوخي
جاء خطاب أوباما في جامعة القاهرة كما قال للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل وهي بداية مبنية على أساس حقيقة أن أمريكا والإسلام لا تعارضان بعضها البعض ولا داعي أبدا للتنافس فيما بينهما بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان.
ولقد كان أكثر واقعية من الكثير من وسائل الإعلام العربية التي أعطت الخطاب أكبر من حجمه حين قال: "التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها ولا يمكن لخطاب واحد أن يلغي سنوات من عدم الثقة".
تحدث عن التحديات المشتركة منها ضعف النظام المالي، وخطر الأمراض، والسلاح النووي، والعنف في منطقة جبلية، وذبح الأبرياء في دارفور والبوسنة، وأن ذلك يسبب وصمة في ضميرنا المشترك، وأضاف أن القوة العسكرية وحدها لن تكفي لحل المشاكل في كل من أفغانستان وباكستان.
ولكن واقع الحال يبدو أكثر وضوحاً من واقع المقال، بالرغم من حديثه عن خطط تنموية في أفغانستان وباكستان لكن صور الدماء وأشلاء المدنيين التي تقصف بشكل شبه يومي في تلك المناطق ودائماً بطريق الخطأ، لها وقعها الأشد والأكثر وضوحاً، أكثر من 3 ملايين مشرد من منطقة سوات، هل كان لا بد من محاربتهم ثم وعدهم بالتنمية والتفاخر بحل مشاكلهم، أم أن الحال يشبه حال فرعون الأول الذي قال له موسى عليه السلام: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائيلَ}.
أما العلاقة بين أمريكا و"إسرائيل" فقال بأنه لا يمكن قطعها وأنها تستند إلى علاقات ثقافية وتاريخية.. ثم بدأ بالحديث عن تعرض اليهود على مر القرون للاضطهاد ومعاداة السامية والمحرقة.. وكأن أوباما يبكي محرقة مضت بينما لا يمكنه مشاهدة محرقة غزة التي لا يزال جرحاها من الأبرياء يتأوهون من الآلام!
تحدث عن آلام الفلسطينيين على مدى أكثر من 60 سنة، وأكد أن أمن "إسرائيل" لا يتوفر عن طريق الأزمة الإنسانية في غزة التي تصيب الأسر الفلسطينية بالهلاك أو عن طريق انعدام الفرص في الضفة الغربية، إلا أنه لم يطالب أحداً ما بفك الحصار عن غزة.
أشار إلى قصة الإسراء عندما أقام الأنبياء موسى وعيسى ومحمد سلام الله عليهم الصلاة معا، ولكنه لم يعلم أن السورة تحدثت كذلك عن هلاك من يفسد في تلك الأرض ويعلو فيها علواً كبيراً، قال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً* ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً* إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً}.
كما تطرق للملف النووي الإيراني، والحرية الدينية، وحقوق المرأة، والقضايا الاقتصادية التي تعاني منها أمريكا اليوم ويكفي أن نعلم بأن عدد العاطلين بأميركا وصل الشهر الماضي 14.5 مليوناً.
حاول الرئيس الأمريكي مجاملة المسلمين في خطابة تارة يتحدث عن أصوله وتارة عن الآذان وتارة عن التعايش بين النصارى والمسلمين في أندونسيا وتارة عن الجالية المسلمة في أمريكا ومساجدها والعلاقة التاريخية، مما حدا ببعض المحللين إلى القول بأن الخطاب صاغه خبراء في علم النفس السياسي، يبقى لنا أن نتساءل متى تصدق الأفعال الأقوال؟
ربما علينا أن نذكر بأن عدد من قتل من العراقيين على يد الديمقراطي "بيل كلنتون" أثناء حصار العراق، هم أضعاف من قتلوا على يد الجمهوري بوش، وعلى هذا فالديمقراطيون يقتلونك ببطء ودون أن تشعر، وهنا يكمن الخطر.
ولكنا ندرك أن الأمة الإسلامية خير الأمم، وأن عليها ألا تتخذ من خطاب أوباما أو غيره مخلصاً لها أو راسماً لسياساتها ومستقبلها، بل عليها هي أن ترسم للأمم طرق النهضة والحرية الحقيقية والخلاص من ويلات الكفر والظلام بنور الوحي، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}.
--------------------------------------------------------------------------------
الشيخ الفوزان للرئيس الأمريكي: سمعنا معسول الكلام وننتظر الأفعال
متابعة: محمد التيجاني ـ رقية عمارة
في معرض تعليقه على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس الماضي، قال الدكتور عبد العزيز بن فوزان الفوزان أستاذ الفقه المشارك بجامعة الإمام وعضو مجلس هيئة حقوق الإنسان والمشرف العام على مجموعة مواقع رسالة الإسلام:
نحن العرب - مع الأسف - عاطفيون وتغرنا أحياناً الكلمات والخطب الرنانة، وتخدرنا بعض الوعود الجميلة والأحلام اللذيذة، لا شك أن خطاب الرئيس الأمريكي أوباما يختلف كلياً عن خطاب سلفه الرئيس بوش وجماعته جماعة المحافظين الجدد وهو في الجملة خطاب يبعث على التفاؤل الطيب ولكنه تفاؤل مشوب بالحذر الشديد.
خطاب أوباما الذي ظلوا يبشرون به قبل مجيئه بأسابيع وأنه بداية صفحة جديدة مع العالم الإسلامي لا شك أنه أكثر واقعية وإنصافاً واعتدالاً من سلفه الرئيس بوش، لكن هذا الخطاب على الرغم مما اشتمل عليه من وعود رائعة وتفهم جميل لواقع الأمة الإسلامية وعلاقتها بأمريكا خاصة والغرب عموماً، إلا أننا بحاجة إلى أن تترجم هذه الوعود - التي سال لها لعاب الكثير من الناس وفرحوا بها - إلى أفعال حقيقية، إن الرئيس الأمريكي الآن هو الذي يقود الحرب ضد إخواننا في الباكستان وفي أفغانستان، وأيضاً نعرف موقفه من السودان ودعم الحكومة الأمريكية للتمرد في الجنوب وفي دارفور وفي غيرها، نعرف دور الحكومة الأمريكية المؤسف والمؤلم والمنحاز كلية إلى العدو الصهيوني، وكيف أنهم في الوقت الذي يقولون فيه - وقالها الرئيس باراك أوباما في خطابه - إن الشعب الفلسطيني له الحق الكامل في أن يعيش في بلده آمناً مطمئناً وأن تحفظ كرامته وأن يحقن دمه وتحمى مصالحه، إلا أنه لا تزال أمريكا - بكل أسف - هي المدافع الأكبر عن جرائم العدو الصهيوني!!
نحن نرحب بمثل هذا الخطاب حقيقة ونفرح به كثيراً إن كان فعلاً سيُتبع هذه الوعود أفعالاً حقيقية تترجم على أرض الواقع، أما أن تظل أمريكا ترمينا بحروبها ومكائدها هنا وهناك ثم تعطينا معسول الكلام وبعد ذلك تظن أنها خدعتنا وأرضتنا فهذا لا أظن أن عاقلاً يرضى به .
أيضاً أحب أن أوضح قضية هي غاية في الأهمية، وهي أن أمريكا وإن تغير شيء من سياساتها الآن، إلا أنها غيرتها مضطرة إلى ذلك، ليس بدافع أخلاقي أو قيمي أو ديني حقيقة، لنكن صريحين وواضحين في هذا، أمريكا الآن تغرق، تغرق أولاً من الناحية العسكرية، فقد ثبت فشلها عسكرياً في العراق وفي أفغانستان، وهي الآن تستعد للهروب وهي تجر أذيال الخيبة من العراق، وكذلك في أفغانستان، قادتها العسكريون ومنظروها يؤكدون أنه يستحيل أن تهزم المقاومة في أفغانستان، وإنما القضية الآن محاولة تجييش العالم ضد المقاومة هناك وتحييدها شيئاً فشيئا، وربما يتصالحون معها في النهاية، وأرى أن هذا هو الصحيح إذا فعلاً يريدون حقن الدماء: دماء الأمريكان والأوروبيين وحلفائهم، ودماء إخواننا في أفغانستان والباكستان وغيرها، فيجب أن يتصالحوا مع أهل الحق، مع أنه قد يكون بعض الجهات المقاومة قد يكون عندها أخطاء ترتكبها، نحن لا نقرها عليهم, لكن يجب أن تحترم إرادة الشعوب، أما أن تفرض فيها حكومات تسبح بحمد أمريكا وتأتمر بأمرها وتريد أن تنفذ أجندتها على حساب مصالح الشعوب المسلمة، فهذا لا يمكن أن يرضى به المسلمون، المسلمون اليوم في هذه العقود المتأخرة- ولله الحمد- هم غيرهم يوم فرضت عليهم معاهدة سايكس بيكو، وتقاسم الغرب بلاد العالم الإسلامي، فسلبوا خيراته وجعلوه مجرد تابع ذليل لهم، المسلمون اليوم يختلفون جذرياً، وأهل الغرب الآن يتألمون ويصرخون من ضربات الجهاد الحقيقي الذي وجدوه في فلسطين، وفي العراق، وفي أفغانستان وغيرها، وأيضا أمامهم مثال شاهد وصارخ الاتحاد السوفيتي السابق، وكيف ترنح على ضربات المجاهدين، مع أن الغرب كان له يد، وكان داعماً لذلك، لكن هو الآن - يبدو لي - أنه يتجرع من نفس الكأس التي تجرعها الاتحاد السوفيتي.
الظلم عاقبته وخيمة، ودائما الظالم سيبوء بالخيبة والخسار والبوار في الدنيا قبل الآخرة، أمريكا اليوم تنكفئ وتتراجع مكرهة رغم أنفها، وأيضا ديست كرامتها وهيبتها, ثم جاءت هذه الأزمة المالية العالمية الطاحنة التي ضربت أمريكا في العمق وكسرت ظهرها أو تكاد، وهي الآن كالغريق الذي يبحث عن قشة، وتستنجد العالم وخصوصاً دول العالم الإسلامي, وأيضا العدو الأصلي الراسخ روسيا ثم من بعدها الصين هذا العملاق الآن الذي يغزو العالم باقتصاده القوي وصناعاته المتنوعة في شتى المجالات، فهي تشعر أنها الآن تضعف وتنحسر شيئاً فشيئا، فمن مصلحتها أن تحسن صورتها أمام العالم وأن تخفف هذه العداوات التي جلبتها لها الحكومة الأمريكية السابقة من ذلك الرجل الأحمق الجاهل الذي كما يسميه الأمريكان (الرئيس الأزمة) أو الرئيس الكارثة، يعني فعلاً دمر أمريكا من حيث يشعر أو لا يشعر وشوَّه سمعتها أمام العالم!!
ولا شك أن الرئيس أوباما أعقل منه، وأبعد نظراً ومن ورائه أيضا سياسات واضحة تريد ترميم بعض الأخطاء التي يمكن ترميمها مما ارتكبته مع العالم الإسلامي.
خطاب الرئيس الأمريكي أيضا هو تقريباً نسخة عن خطابه الذي كان في تركيا، يعني لم يأت بجديد حتى نطبل له ونصفق، نعم، نتمنى أن يكون صادقاً في ذلك، ونتمنى أيضا أن نرى آثار هذا الخطاب عملياً في الواقع على مستوى العالم الإسلامي، وإن كنت أيضا أعتقد أن الخلل الأكبر فينا نحن المسلمين، حتى ولو أرادت أمريكا وكانت صادقة وناصحة وعادلة لن تستطيع أن تحل كل مشاكلنا إذا لم تكن عندنا إرادة واستجابة لنداء الحق والعدل في إصلاح ذات البين، وحل مشاكلنا بكل حزم وقوة، وأن يكون هناك نوع من المدافعة التي هي سنة الله عز وجل في خلقه وفي كونه {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}البقرة251
الخلاصة أن خطابه ركز على قضايا هي غاية في الأهمية، كل العقلاء يتفقون عليها من أصحاب الديانات السماوية وهي:
- ضرورة الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، وهذا أصل ديني متفق عليه بين العلماء ودلت عليه نصوص كثيرة في الكتاب والسنة، بل إن الله عز وجل أوجب الحوار والتعاون على البر والتقوى حتى مع الذين بيننا وبينهم حرب وقتال، دعك من المسالمين الذين بيننا وبينهم عهود ومواثيق على عدم الاعتداء، فهم أولى، أيضا، الله عز وجل قال في حق الذين حاربوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: {لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}المائدة8، أنظر عظمة هذا الدين، هو دين العدل، وأقل مرتبة في تعامل المسلم مع غير المسلم ولو كان محارباً هي العدل، فكيف إذا كان مسالماً فيشرع له شيء فوق العدل وهو البر والإحسان به بكل قول جميل وفعل حميد، فالله يقول: إياكم أن يحملكم بغضهم على العدوان عليهم وترك العدل معهم، ثم قال {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ والعدوان}المائدة2
نعم، نحن نتفق مع الرئيس أوباما وغيره من العقلاء الذين ينادون بضرورة الحوار الصادق المعتدل المتكافئ بين الثقافات والأديان والشعوب والدول، وهذه قضية جوهرية يجب أن يكون هناك حوار بين هذه الثقافة الإسلامية العريقة التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وهي رحمة الله للعالمين، كما قال الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 وبين هذه الحضارة الغربية العريقة أيضا بمنجزاتها الحضارية الكثيرة التي خدمت البشرية، وهناك قواسم مشتركة كثيرة بيننا وبينهم يجب أن نتعاون عليها إن كنا نريد مصلحة الغرب ومصلحة العالم الإسلامي ومصلحة العالم أجمع، يجب أن نتحاور، لكن نتحاور بصدق وندية، نريد أن نصل إلى قواسم مشتركة تخدم البشرية وتسهم في حفظ مصالحها وإسعادها.
- أيضا ركز على قضية مهمة جدا للغاية وهي القضية الفلسطينية، وما أجمل ما قال في هذا الباب، لكن نتمنى أن نرى أثر ذلك عملياً في رد العدوان الصهيوني، وإقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة التي عاصمتها القدس الشريف، وأيضا ضمان عودة أهلنا المهجرين من فلسطين إلى ديارهم.
- تكلم أيضاً عن ضرورة التنمية, خاصة تنمية المرأة والطفل في العالم ومن ضمنه العالم الإسلامي، وهذه قضية نحن أيضا جميعاً نتفق عليها. هذه كلها قضايا في الصميم وأتمنى أن تفعل وان نتعاون عليها بما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ مصالح العباد وتحقيق العدل بينهم.
أخيراً تكلم عن هذا الدين العظيم – الإسلام - وهذه الحضارة الإسلامية العريقة، وماذا قدمت للبشرية، أتمنى أن ينعكس هذا على تعامل أمريكا مع المسلمين، الآن انظر حتى التأشيرات حينما يريد الإنسان تأشيرة إلى أمريكا لكي يدرس هناك أو لعلاج أو غيره انظر كم يعاني وكم يهان وهو يريد تأشيرة وهم المستفيدون من مجيئه سيحصلون على الكثير الكثير من هذا.
تكلم أيضاً عن تبادل المنح الدراسية بين المسلمين وبين أمريكا، وهذا أمر رائع جدا أرى أنه مفيد للغاية، إذا فعلا جعلت لهم برامج جادة لإفادتهم وتسليحهم بالعلم وبالخبرات النافعة.
تكلم أيضاً عن الحرية الدينية ومحاربة التمييز العنصري، وأيضا عن الذين يحاربون الحجاب في الغرب أو غيره، وهذا كلام رائع ونشكره عليه شكراً جزيلاً، لكن أتمنى أن تكون هناك خطوات عملية كما وعد هو، بحيث تترجم هذه التصريحات والمقررات إلى أحكام عملية، وأمريكا ما يزال لها دورها في الساحة العالمية ولها تأثيرها، لعل الله عز وجل أن يجعل هذا سبب فتح للبشرية، وأنا أجزم أنهم لو كانوا صادقين وعدلوا لرفع الله عنهم كثيراً من البلاء والمصائب التي يعانون منها اليوم، أمريكا ما قويت في السنوات التي مضت إلا لأن لها قدراً كبيراً من العدالة، ونحن نعرف من كلام علمائنا رحمة الله عليهم أنهم يقولون: (إن الله لينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة على الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة)، بالعدل قامت السماوات والأرض، ولهذا أنا أقول إن الذي ذكره هو كلام جميل وهو منطق العدل، أتمنى أن يترجم إلى مقررات واقعية، وأن يترجم إلى أشياء عملية ليخدم أمريكا ويخدم العالم الإسلامي.
المصدر : رسالة الإسلام