أنت صاحب القرار
كثيرون هم الأشخاص الذين يجعلون حياتهم نسخة أخرى من حياة أشخاص آخرين،
يستمعون لكلامهم ويقتنعون به، وينسون أو يهمشون ذواتهم وشخصياتهم، هؤلاء
الناس لا يملكون حياتهم، لذلك هم يسيرون في طريق الفشل، لأن جعلوا همهم
إرضاء الطرف الآخر على حساب النفس. ولنضرب أمثلة واقعية على ذلك، منها
عندما يصل الإنسان إلى مرحلة الدراسة الجامعية، فيجد أن كل شخص ينصحه
بالذهاب إلى الكلية الفلانية، أو التخصص الفلاني، وقد يقوم الوالدين بالضغط
عليه وإجباره على الدخول إلى كلية معينة (هندسة أو طب أو إدارة الأعمال
كالعادة)، وللأسف هذا الشخص تأخذه نصيحة وتأتي به أخرى، فهو من جعل نفسه
كقارب صغير في بحر متلاطم الأمواج. هذا الشخص لم يفكر في نفسه، لم يسأل
نفسه، أنا ماذا أريد؟ وبالتأكيد سيسأل نفسه هذا السؤال بعد أن يفيق على
واقع مر، وقد تكون هذه الاستفاقة بعد تخرجه أو في منتصف دراسته، لكن
بالتأكيد ستأتي متأخرة، سيندم كثيراً لأنه يعمل في مجال لا يحبه من يريد حياة سعيدة يجب أن يكون صاحب قرار نفسه، وإلا ستصبح حياته عبارة عن ورقة "يشخبط" عليها من هب ودب، ثم يصبح شخص صفر في الحياة، وسيندب حظه، وللعلم أن تتخذ قرارك بنفسك وتخطأ ثم تصلح خطأك خير من يجعلك الآخرين تخطأ طوال حياتك. فكل عضو يعطينا ما هو اول قرار في حياته وماذا يريد ان يصبح في المستقبل[