لسان المؤمن وراء قلبه

روى عبدالله بن سفيان عن أبيه قال : قلت يا رسول الله أخبرني عن الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحدا بعدك ، قال : " قل آمنت بالله ثم استقم" قال : قلت : فما أتقي ؟ فأومأ بيده إلى لسانه. و قال عقبة بن عامر : قلت : يا رسول الله ما النجاة؟ قال : "أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك". و قال صلى الله عليه و سلم : "إن لسان المؤمن وراء قلبه فإذا أراد أن يتكلم بشيء تدبره بقلبه ثم أمضاه بلسانه ، و أن لسان المنافق أمام قلبه فإذا هم بشيء أمضاه بلسانه و لم يتدبره بقلبه"
- لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ، و لا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، و لا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بواتقه . فاحرص أخي المسلم على تدبر الأشياء قبل الخوض فيها و راقب لسانك قبل أن يلقي بك في نار جهنم ، فهل يكب الناس على وجوههم في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم ، فرسول الله علمنا ما يقينا نار جهنم بقوله : من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .
فليت كل مسلم يعود لسانه طيب المقال و حسن الكلام ،و أن يتذكر على الدوام قول خالقه جل جلاله :
"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
فاحرص أخي على أن تكون من الصنف الذي جعل لسانه وراء قلبه حتى تتمكن من التدبر قبل أن تمضي على أي تصرف فتتفوه بما لا يرضي الله.