حلقة العزابة

حلقة العزابة

التعريف:
هي هيئة دينية تتأسس في كل مدينة أو قرية من قرى وادي مزاب، تتخذ من المسجد مقرًّا لها، عُرفت في المجتمع المزابي الإباضي باسم: حلقة أو هيئة العزَّابة، تأسست في وادي مزاب لتعوِّض قيادة الأمة أو المجتمع بعد سقوط الدولة الرستمية في تيهرت، ونزوح فلول الإباضية إلى الجنوب الجزائري، سدراتة ووارجلان ووادي مزاب.
ولحلقة العزابة نظام وتقاليد ومنهج خاص يسير عليه، تعرف في المراجع ولدى المجتمع المزابي بـ: " سِيَرِ العزَّابة " وهي ما يعبَّر لها حديثا بالنظام الداخلي، وعلى أساسه توزَّع المسؤوليات بين أعضائه.
أمَّا ما تعنيه كلمة العزابة، فيقول عنها الأستاذ صالح بن عمر سماوي ما يلي: " تجمع المراجع المعاصرة تقريباعلى أنَّ معنى العزابة يعني العزوب عن الدنيا ومظاهرها البراقة وملذاتها والانصراف لخدمة المذهب الإباضي والمجتمع الإباضي والدعوة إلى الصلاح وتوجيه الناس وإرشادهم إلى الدين الإسلامي وما فيه المصلحة الجماعية، وينتظمون في هيئة دينية تكوِّن مجلسا أو حلقة يعبَّر عنها عرفا: "العزَّابة "
تاريخ التأسيس:

تأسست حلقة العزابة في أوائل القرن الرابع الهجري، الذي يوافقه القرن العاشر الميلادي، أسَّسها الإمام: أبو عبد الله محمد بن بكر رحمه الله، بطلب من تلاميذه وكبار المذهب الإباضي المحيطين به.

مؤسس الحلقة:

هو: أبو عبد الله محمَّد بن بكر الفرسطائي، ولد في منتصف القرن الرابع الهجري حسب ما ذكره بعض المحققين، أي حوالي سنة:345 ﻫ، بمدينة فرسطاء بجبل نفوسة بالقطر الليبي، ولهذا يلقب بالفرسطائي نسبة إلى هذه المدينة.
وتلقَّى علومه من علماء عهده وتدرَّج في العلم والمعرفة حتى نبغ وأصبح إماما وشيخا عالما ومعلِّما تحيط به نخبة كبيرة من طلبة العلم.
ودليل مستوى مكانته العلمية ونبوغه وعبقريته قدرته على وضع نظام حلقة العزَّابة؛ هذا النظام الذي كان له الفضل في بقاء المذهب الإباضي إلى يومنا هذا، والمحافظة على أصوله الشرعية وأسسه ومبادئه العقدية، كما كان السبب الرئيسي في تماسك المجتمع المزابي وتمسكه بالدين الإسلامي ومحافظته على كثير من صفاته الحميدة وأخلاقه الكريمة ومميزاته الاجتماعية.
انتقل إلى رحمة ربه سنة 440 ﻫ، بعد أن أرسى قواعد هذا النظام في المجتمع المزابي، ثمَّ عمَّ كل التجمعات الإباضية في كلٍّ من ليبيا وتونس والجزائر.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه، وجزاه عن كل أتباع المذهب الإباضي كلَّ خير.

شروط العضوية في الحلقة:

هناك شروط عديدة مطلوبة للعضوية في حلقة العزابة، وهي:

1. أن يكون حافظا لكتاب الله تعالى.
2. أن يكون مشمِّرا في طلب العلم.
3. أن يكون كيِّسا أديبا ذا رأي سديد.
4. أن يكون مثالا في التقوى والصلاح والاستقامة.
5. أن يكون من عمار المسجد وحضور الجماعة.
6. أن يكون حافظا لسير ونظم الحلقة ومحافظا عليها.
7. أن لا يكثر ارتياد الأسواق.
8. أن يكون عادلا في أحكامه حكيما في قراراته.
9. أن يبتعد عن مواقع الشبهات من المحرمات.
10. أن ينأى بنفسه عن المشاركة في الفتنة والفوضى.

طرق اختيار أعضاء الحلقة:

عن هذا يقول الأستاذ: عيسى بن سليمان السعودي:
" عندما يكون مجلس العزابة محتاجا لعضو جديد إما لوفاة أحد الأعضاء أو لعجزه عن القيام بمهمته أو لأي سبب آخر ضروري يختارون بالتشاور بينهم الشخص الذي يرون أنَّ الشروط المطلوبة يمكن أن تكون متوفرة فيه فيعينون أحد الأعضاء منهم يقوم بمهمة مراقبة ذلك الشخص سرًّ مراقبة دقيقة من غير أن يشعر بذلك أحد وتدوم المراقبة ثلاثة أشهر على الأقل ويمكن أن تستمرَّ إلى سنة إن اقتضى الأمر ذلك، ولابد من المحافظة على سرِّ ترشيح شخص أو أشخاص السرية المطلقة بحيث إذا استدعي إلى المثول أمام مجلس العزابة في المسجد لا يكون له أيّ علم عن سبب استدعائه.
عندما يحضر المدعو إلى مقر المجلس في المسجد يخبره شيخ العزابة الذي يرأس الاجتماع عن موضوع استدعائه ويقول له: قد اتفقنا يا فلان أن تتحمّل معنا هذا العبء الثقيل وهذه المسؤولية الشاقة في مرضاة الله وقد جاء دورك الآن يا فلان، ثمَّ بعد ذلك يعرفه بمهمة العزابي ويسدي إليه نصائح توجيهية موضحا شرف هذه المهمة وقدسيتها، ويقدم له إرشادات عن سيرته التي يجب أن تكون في مستوى وظيفته الجديدة الرفيعة، ويجتهد في صلاح المجتمع وخدمة الأمّة وترقيتها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقدوة الحسنة.
وبعد هذا يسأله الشيخ عن رأيه وهل هو مستعد لقبول هذه المهمة أم لا يقبلها، فإذا قبلها يتعهد بالعمل والإخلاص فيفسحون له بينهم فيصبح عضوا معهم في الحلقة وأمّا إذا رفض وأصر على الرفض فإن الشيخ يهدده بالعقوبة التي هي إدخاله في الخطة وهي البراءة ويعتبر عاصيا كالفار من الزحف" (كتاب حلقة العزابة، صفحة: 17و18)

مهام أعضاء الحلقة:

1. شيخ الحلقة.
2. المستشارون.
3. إمام الصلاة.
4. المؤذِّن.
5. الوكيل.
6. المرشد.
7. الغسَّالون.
8. العرفاء.