فعرف أنها صادقة ،
فلا أحد يستطيع النوم إن لم يكن قلبه آمنا في صدره
وأعاد لها ابنها ..!
فعرفت أن قلبي ليس في صدري ،
وأن الليل وسادة سرقها مني اللصوص
وأنني لا أنام .. !!
كانت الدنيا صغيرة ،
وكنا صغارا بما يكفي كي نكتفي بحكاية عند المساء ثم نلتحف الحلم .. وننام !
وكانت القصة تشبه وجه العيد .. مكررة ،
لكن في كل ليلة تلبسها أمي ثيابا جديدة !
وهي عن غزالة سرقت ابن صديقتها وأضافته إلى "كرت عائلتها " لأنه كان وسيما ..!
ذهبت الأم إلى قاضي الغابة تشتكي
فطلب منهما القاضي أن تذهبا وتعودان إليه في الغد ،
وفي الغد سألهما :
أين تذهب النجوم كل ليلة ..؟!
فأجابت السارقة :
النجوم رحلت ..
" شعثره .. بعثره " !
أما "الأم" فحدثته حديث الساهرين ..
أين تذهب النجوم كل ليلة ؟!
فعرف أنها صادقة ،
فلا أحد يستطيع النوم إن لم يكن قلبه آمنا في صدره
وأعاد لها ابنها ..!
فعرفت أن قلبي ليس في صدري ،
وأن الليل وسادة سرقها مني اللصوص
وأنني لا أنام .. !!
أيها اللصوص
أعيدوا إلي ما سرقتموه مني
أو خذوا ما تبقى لدي
ولا تتركوني على قارعة السهر
وحيدا أتابع رحلة النجوم !
فقد فعلت كل الذي طلبه مني الناصحون
تخليت عن أجمل الأشياء عندي ،
توقفت عن شرب القهوة في المساء
لم أعد أأخذ معي إلى الفراش كتابا
وحين أغمض عيني ،
أفكر في كل الأشياء التافهة التي لا تعنيني
النشرة الاقتصادية
اعتزال مطرب
طلاق فنانة !
أتخيل أشياء غريبة ،
مثل أن تجري معي مجلة من المجلات
التي أقرؤها عند الحلاق لقاء صحفيا مثل أي فنان ..
وأفكر كيف سأجيب على أسئلتهم "الجوهرية" !
ما هو عطرك المفضل ؟
" تحت المظلة "
من عطورات بدر بن عبد المحسن !
وحين يسألونني عن لوني المفضل ؟
رائحة البن ،
فهو لون لم أجد له اسما بعد ولا استطعت حبسه في لوحة !
وجبتك المفضلة ؟
صوت سلمان وهو يقرأ قرآن الفجر !
وفي كل مرة أناديه – في صدري –
رتل سلمان رتل
اصعد بي لأعلى
اتركني هناك .. وانزل !
ومثل كل مرة ،
لا يسمعني سلمان !*
حكمتك المفضلة ..؟
كلمة للأديبة الكبيرة "فيفي عبده" !
حين سألوها عن رصيدها في البنك فقالت :
الستر ... ومحبة الجمهور !
فعلمتني فيفي أن الستر ليس له رصيد في البنك !
وكي يحبك الجمهور يجب أن تكون مرنا .. وترقص !
وبهذه المناسبة لا يفوتني أن أشكر فيفي ،
بكل ما في الكلمة من "خصر وقافية " !
فنانك المفضل ؟
عمرو خالد ..
خصوصا في الأدوار الحزينة !
ولو كان الأمر بيدي لأهديته جائزة السعفة الذهبية في الإبداع "والبدعة" !
فنانتك المفضلة ؟!
جميع رؤساء الدول العربية !
وأخشى أن أسمي "فنانة" وأنسى أخرى !
فهن جميعا مبدعات ويؤدين أدوارهن كما يجب !
فريقك المفضل ؟
فريق "طالبان" بقيادة "الكابتن" محمد عمر!
وهو فريق لا يلعب من أجل التعادل أبدا ،
ولا يرضى إلا بإحدى "الحسنيين" !
أقرب مقالاتك إلى نفسك ؟
كل مقالاتي "أبنائي" ،
لذا أكرههم بنفس الدرجة !
موقف ندمت عليه .. ؟
لم أندم على الكلام القبيح الذي قلته ، كما ندمت على الكلام الجميل !
فأغلب الذين شتمتهم كانوا عند حسن "شتيمتي" بهم !
وأغلب الذين قلت لهم كلاما جميلا ، وضعوه خنجرا في خاصرتي !
لذا أعتذر عن الكلمات الجميلة التي قلتها ،
وأستغفر الله من كل ذنب !
ينتهي اللقاء ، وتذوب أسئلة المجلة
ويبقى مشتعلا في صدري سؤال ..
أين تذهب النجوم كل ليلة ..؟!
فـأقع من قمة المتن إلى قاع الهامش ،
وينكسر في داخلي ..
قلب .. ومحبرة !
ولا أنام ..!
أجمع شظاياي ،
وما تبقى لدي من حبر .. ومعنى !
وأذهب إلى "قاضي الغابة"
أخبره أنني حفرت قشور اللغة بأظافري وأسناني ،
نثرت الملح على كل جرح غبي حاول أن ينسى .. ويشفى !
فاسمع كأنك تعيش أبدا ،
وأعدك أن أحدثك كأنني أموت غدا !
خلف هذا الظلام باب
له مفتاح
معلق على أغصان
زرعها فلاح
في كفه فأس ،
وفي صدره مصباح !
وهذه النجوم حراس
وحين تشرق الشمس .. ترحل !
ثم أطلب منه أن يعيد إلي وسادتي ،
التي سرقها اللصوص !
كي يرجع قلبي آمنا في ضلوعه .. وأنام !
فيغضب القاضي ،
ويتهمني بالمروق والسريالية !
ويأمر الناس أن لا يصدقوني ،
ويخبرهم أن النجوم تذهب " شعثرة .. بعثرة " !!
ويصدقه الناس .. وينامون ملأ "قلوبهم" !
وأبقى وحيدا ..
أغمض عيوني ،
وأفكر بالأشياء التي لا تعنيني ،
النشرة الاقتصادية
اعتزال مطرب
زواج فنانة
.
ولا أنام ..!
* سلمان : إمام مسجدنا .. ورجل له صوت بجناحين !