دروجبا ينجح أخيراً في إسقاط إيتو من عرشه الأفريقي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


ندما استيقظ ديدييه دروجبا في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات، كان يدرك في قرارة نفسه أنه فعل ما يكفي لكي ينقش اسمه بأحرف من ذهب على قائمة أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم الأفريقية. ففي موسم واحد بقميص مارسيليا، تمكن المهاجم الصنديد من إيجاد موطئ قدم له بين العظماء الذين تعاقبوا على قلعة فيلودروم منذ تأسيس النادي أواخر القرن التاسع عشر. كما نجح نجم المنتخب الإيفواري في قيادة نادي تشيلسي إلى الفوز بدرع بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز خلال أول موسمين له في قلعة ستامفورد بريدج، قبل أن يساهم في احتلال بلاده المركز الثاني في نهائيات كأس أمم أفريقيا سنة 2006، مضطلعاً في الوقت ذاته بدور محوري في تأهيل كتيبة الأفيال لأول مرة إلى أم البطولات، حيث مثل كوت ديفوار في العرس المونديالي الذي استضافته ألمانيا صيف العام ذاته.

في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات، كان دروجبا على بعد عشرة أيام من إطفاء شمعته الثامنة والعشرين. وحتى لو قرر التخلي عن مداعبة الكرة في ذلك التاريخ، لكان سيدخل نادي أساطير أفريقيا من أوسع الأبواب، ليضيف اسمه إلى جانب نجوم لامعة أضاءت سماء القارة السمراء، من قبيل روجير ميلا وأبيدي بيليه وجورج وياه. لكن الفرق الوحيد بين ابن أبيدجان وهؤلاء الثلاثة يكمن في جائزة أفضل لاعب أفريقي، التي استعصت هذا النجم الإيفواري حتى ذلك الحين.

لم يكن عدم تتويجه ناتجاً عن ضعف أداء دروجبا، بل بسبب تفوق لاعب أفريقي آخر أتى على الأخضر واليابس خلال كل تلك السنوات، ليجد لنفسه موطئ قدم في قمة هرم عظماء القارة السمراء. فقد استحق صامويل إيتو، بكل جدارة، الفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي سنوات 2003 و2004 و2005، على التوالي، علماً أن هداف الأفيال اكتفى بمركز الوصيف في النسختين الأخيرتين من تلك المواسم الثلاثة، بل وإن فارق الأصوات تقلص إلى اثنين فقط في عام 2005، حيث حصل الأسطورة الكاميروني على 108 مقابل 106 للمهاجم العاجي.

ثم تواصل التنافس بين دروجبا وإيتو خلال سنة 2006، سواء على مستوى منافسات الأندية أو على صعيد مسابقات المنتخبات. فقد تقابلت كوت ديفوار والكاميرون في ربع نهائي أمم أفريقيا، حيث احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة متعادلة 1-1 في وقتها الأصلي والإضافي. واضطلع النجمان بتنفيذ الركلة الافتتاحية لمنتخبيهما، حيث نجحا معاً في هز الشباك، لكنهما عادا للتسديد من نقطة 11 متراً بعدما انتهت السلسلة الأولى من الضربات بالتعادل 11-11. وبينما صدت العارضة الأفقية كرة صاحب القميص رقم 9 في كتيبة الأسود غير المروضة، تقدم صاحب القميص رقم 11 في صفوف الأفيال للتصويب فنجح في بلوغ المرمى ليصعد ببلاده إلى نصف النهائي.

وشاءت الأقدار أن يتقابل النجمان الأفريقيان من جديد بعد بضعة أسابيع، وبالضبط في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث تمكن إيتو من الأخذ بثأره عندما سجل هدفاً حاسماً قاد من خلاله كتيبة برشلونة إلى الفوز على تشيلسي بنتيجة 3-2 في مجموع الذهاب والإياب. وواصل النجم الكاميروني مسيرته بنجاح في نسخة ذلك العام من أغلى مسابقة للأندية في القارة العجوز، حيث أدرك التعادل لفريقه الكاتالوني في موقعة النهائي أمام أرسنال، ممهداً الطريق لفوز أبناء قلعة بلاوجرانا بنتيجة 2-1، علماً أنه ساهم كذلك في تتويج ناديه بلقب الليجا الأسبانية. وبدوره، لعب ابن أبيدجان دوراً حاسماً في احتفاظ تشيلسي بدرع بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تفنن في هز الشباك بكل سهولة خلال النصف الأول من موسم 2006\2007.

وفي يوم 1 مارس\آذار 2007، حج عدد غفير من الشخصيات إلى مدينة أكرا الغانية لحضور حفل تسليم جائزة أفضل لاعب أفريقي في السنة، وقد كان الجميع حينها يدرك أن الصراع سيكون ثنائياً بين إيتو ودروجبا من جديد. وبينما كان الكاميروني يطمح إلى تحطيم رقم قياسي بخطف اللقب للعام الرابع على التوالي، كان نجم منتخب الأفيال يمني النفس بأن يصبح أول إيفواري ينال هذه الجائزة الفاخرة.

وقد تبين في نهاية المطاف أن تلك الليلة كانت ليلة للتغيير. فقد صعد دروجبا المنصة لينضم إلى إيتو بعدما اختيرا معاً ضمن أفضل فريق أفريقي خلال سنة 2006، ثم استبدل بعدها ابن أبيدجان بذلته الأنيقة بلباس محلي تقليدي، حيث ارتدى وشاح رأس مزركش واضعاً في يده عكازاً عليه نقش على شكل فيل، في إشارة إلى رمز بلاده. وبعدها بلحظات قليلة، سمع تلك العبارة التي كان يحلم بها منذ أن استهل مشواره في ملاعب الساحرة المستديرة. فقد أصبح للقارة الأفريقية ملك جديد يتربع على عرش كرة القدم.