أحب أسد بن الفرات العلم، وراح يبحث عن رجل يتتلمذ عليه
كان في القيروان بتونس حين راح يبحث ويسأل:
أين يجد العلم والعالم الذي يتتلمذ عليه؟
قيل له: يلزمك السفر إلى مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام
وهناك ستجد مالك بن أنس إمام دار الهجرة
شد الرحال وتوجه للمدينة، ليجد الإمام يدرّس كتابه (الموطأ)
انتظم في الحلقة حتى إذا شعر أنه أخذ عن شيخه ما لديه من علم راح يسأل:
عن شيخ آخر يأخذ عنه العلم ولو كان في أقصى الأرض.
قيل له: توجه إلى العراق، فستجد تلاميذ أبي حنيفة هناك وصل بغداد ووجد
(محمد بن الحسن الشيباني)
يجمع حوله مجموعة من الطلبة، انضم أسد للحلقة، وذات يوم اختلى بشيخه وقال له:
أنا غريب قليل المال والدارسون حولك كثير فما العمل؟
قال الشيخ: تجلس نهاراً مع الطلبة، وأجعل لك الليل وحدك
شعر أسد بالسعادة وراح يسجد لله شكراً يقول أسد: كنت إذا غربت الشمس توجهت لدار الشيخ الشيباني، فيحضر ومعه إناء فيه ماء، وآخذ بالقراءة وتلقى العلم، فإذا نعست غمس الشيخ يده في الماء ونضح وجهي فما زال ذلك دأبه ودأبي حتى أتيت على ما عنده من العلم.. بعد ذلك عاد أسد إلى القيروان ليتولى تعليم الطلبة.. !
كنت أذكر هذا وأمثاله لطلبتي في الجامعة وأتساءل:
هل فيكم أحد يعشق العلم؟
يردون بلسان واحد: اعطنا شيخاً كمحمد بن الحسن لنعطيك طالباً كأسد..
فأقول:
هيهات هيهات
ذهب الزمان بما تم وبرهطه
ذاك زمن كان العلم فيه عبادة فصار اليوم (شهادة).