اليوم العالمي للامتناع عن التدخين
يلتقي العالم في 31 أيار/ مايو من كل عام مع "اليوم العالمي للامتناع عن التدخين"، الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية منذ أوائل تسعينات القرن الفائت، في سبيل القضاء على هذه الآفة القاتلة التي تفتك بالبشرية.
ورغم المضار القاتلة لهذه العادة السيئة، فإن أعداد المدخنين تزداد يوماً بعد يوم، وخصوصاً بين الأطفال والشباب والنساء، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد المدخنين في العالم يفوق 1،2 مليار إنسان، ما يمثّل خمس سكان العالم، يتواجد أغلبهم في البلدان الفقيرة والنامية.
إن من الحقائق العلمية الثابتة والمؤكدة أن التدخين آفة خطيرة ووباء مهلك غرسه الإنسان وصنعه، وهو بلاء لا يقتصر شرّه على المدخنين وحدهم، بل يتعداهم إلى غيرهم، من ذويهم ومن حولهم، حين ينفثون سموم سجائرهم في الأجواء، فيصاب الجميع بأمراض فتّاكة، كسرطان الرئة والبلعوم والفم، وتصلّب الشرايين، وأمراض الجهاز التنفسي، فضلاً عن تأثير التدخين على الأم الحامل وجنينها... وغير ذلك مما يصيب الإنسان في صحته ويلوّث البيئة ويفسد الأسرة والمجتمع.
ومن أضرار التدخين كذلك، الإضرار باقتصادات الدول الفقيرة المستوردة للسجائر من الدول الصناعية التي تربح المليارات، وتحولت فيها شركات تصنيع التبغ إلى عمالقة لا يقف بوجهها أحد.
وفي سبيل مواجهة تلك المضار اتخذت بعض الدول إجراءات وقوانين للحد من انتشار التدخين مثل إصدار تشريعات تمنع بيع السجائر للأطفال والشباب دون سن معينة، وتحظّر التدخين في الأماكن العامة ووسائل النقل المشترك، وحتى إن بعض المقاطعات والمدن منعت التدخين نهائياً.
ونظراً إلىكل هذه الأضرار، التي لم تعد خافية على أحد ، صدرت فتاوى شرعية إسلامية، من أكثر من جهة ومرجعية، تحرّم هذه العادة وتنهى عنها، وعلى رأس هؤلاء يأتي العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، الذي حرّم التدخين بكل أنواعه وأشكاله، لما يمثله من خطر كبير، وعلّل سماحته فتواه تلك بالقول: "هناك قاعدة إسلامية تقول إن كل مضرّ للجسد ضرراً بالغاً، على مستوى الحاضر أو المستقبل أو الاحتمال المعقول يؤدي إلى الحرام، لأن الإضرار بالنفس حرام،ولا سيما إذا أدى إلى التهلكة، فكل ما كان ضرره أكبر من نفعه فهو حرام... وكما أصدرنا فتوى تحريم التدخين للمدخّن بما يتصل بإضراره بنفسه، فإننا عممنا ذلك إلى إضراره بغيره، وهو ما يسمونه التدخين السلبي، ولذلك فإن المدخن يرتكب جريمتين، جريمة إضراره بنفسه وجريمة إضرار غيره".
"نقول لكل الناس: إن عليكم ألا تقتلوا أنفسكم لخدمة مزاجكم، بل إن عليكم أن تخدموا حياتكم بالامتناع عن كل العادات التي تقتل الحياة وتربكها".