أهمية السحور وفضله
السحور: هو تناول الطعام وقت السحر (آخر الليل)، وقد أجمع أهل العلم على استحباب السحور، فقد أوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة تناول وجبة السحور لأن: .
1- لأن الله وملائكته يصلون على المتسحرين. وفي الحديث: (تسحروا ولو بجرع الماء.. ألا صلوات الله على المتسحرين).
2- لأن فيه بركة. عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تسحروا فإن في السحور بركة).
وفي هذا الحديث يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسحور ثم يعلل ذلك بأن فيه (بركة)، والبركة أصلها الزيادة وكثرة الخير، وسبب البركة في السحور أنه يقوي الصائم وينشطه ويهون عليه الصيام، بالإضافة إلى ما فيه من الثواب.
3- لأن فيه مخالفة لأهل الكتاب، ويجب أن نخالف اليهود والنصارى وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فصل ما بين صيامناوصيام أهل الكتاب أكلة السحر) [رواه مسلم] .
وقد أفاد هذا الحديث سبباً آخر لاستحباب السحور، وهو أن فيه مخالفة لأهل الكتاب، اليهود والنصارى، وقد ورد الأمر بمخالفة اليهود والنصارى والمشركين عموماً، كما دل هذا على أن السحور من خصائص الأمة الإسلامية تفضل الله به عليها.
4- أنه أعون على الصيام.
5- أنه أضمن لأداء صلاة الفجر.
فوائد السحور
السحور يقوى المسلم على صوم نهار رمضان ويجعله أهلا لنزول رحمة الله عليه وقت السحر حيث ينزل رب العزة جل وعلا إلى السماء الدنيا وقت السحر وينادي على التائبين ليتوب عليهم والمستغفرين ليغفر لهم، وقد أثنى سبحانه على المستغفرين بالأسحار، وهي ساعات يغفل عنها السواد الأعظم من المسلمين.
وتتجلى أهمية وصايا النبي (صلى الله عليه وسلم) الآن في هذا العصر حيث قام الأطباء بدراسات عديدة واكتشفوا من خلالها فوائد السحور.
حيث يفيد السحور في منع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد .
ومن لا يتسحر لا يمكنه متابعة الصوم، بل يُصاب بضعف في جسمه نتيجة فقده الخلايا والمواد الأساسية في جسمه وكذلك فقده الكميات الكبيرة من الماء وبالتالي يؤثر ذلك على وظائف الأعضاء في جسمه حتى في عمليات تفكيره.
وأكد الخبراء أهمية وجبة السحور؛ لأنها تنشط الجهاز الهضمي، وتحافظ على مستويات السكر في الدم في فترة الصيام، لكي تكتمل الفائدة المرجوة من الصيام على الصحة العامة للجسم؛ لذلك لابد من الحرص على وجبة السحور قرب الفجر.
ما يفضل تناوله وقت السحور
على الأم أن تهتم باختيار أصناف مفيدة من الأطعمة لوجبة السحور بحيث تحتوي المائدة على جميع العناصر الغذائية، خاصة مع وجود أطفال صغار يستعدون للصوم، ويعتبر كوب من التمر باللبن بعد الإفطار أو السحور غذاء مهما جدا للطفل، فله مفعول جيد في تهدئة الأعصاب، بالإضافة إلى فوائده الغذائية الكبيرة؛ لأن كوبا من التمر باللبن يحتوي على فيتامين (ب1) و(ب3) وهذه الفيتامينات لها ميزة في تقوية الأعصاب وترطيب المعدة.ويجب أن تحتوي الوجبة على البيض والفول والعسل؛ وذلك لاحتوائه على 83 في المئة من السكر إضافة إلى احتوائه على 17 في المئة ماء و3 في المئة بروتين بجانب مجموعة ضخمة من الفيتامينات المهمة، بالإضافة إلى الأملاح المعدنية والزيوت الطيارة التي تحسن الشهية وتنشط عملية الهضم وتمد الطفل بالطاقة طوال ساعات اليوم.
كما يجب أن يحتوي السحور على نسبة عالية من السوائل أيضا، فالأطفال من عمر 5 ـ 13 سنة يحتاجون من السوائل إلى ما بين 45 ـ 75 مل/كجم، أي 4 ـ 6 أكواب في اليوم الواحد، أما الأطفال فوق 13 سنة فيحتاجون الى 35 مل/كجم، فمثلا إذا كان وزن الطفل 50 كيلو جراما فهو يحتاج إلى 7 أكواب باليوم تقريبا، وكلما زاد النشاط خارج المنزل زادت كمية السوائل المفقودة من الجسم فيحتاج الطفل إلى تعويضها.
من المهم أن تكون وجبة السحور متوازنة ولا تحتوي على الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية، وأن تحتوي على الزبادي؛ لأنه غذاء ملين ويحتوى على كمية خمائر تنبه البكتريا النافعة في المعدة لتكوين فيتامين b المفيد للجسم كما يتوفر في اللبن أو الحليب عنصر الكالسيوم.
وعمومًا يفضل أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كأن يعتمد على بعض الفواكه وبعض السوائل والعسل حتى لا تتعب المعدة أثناء النوم، ولنا في قول الحق (عز وجل) الإجابة عن تناولنا الطعام عمومًا؛ فقد قال تعالى: }يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{.
كما ينصح بتناول الحلويات الخفيفة أثناء السحور؛ لأنها تمد الجسم بالطاقة وتزوده بالسكر الذي يتناقص في الجسم ويجعلنا نشعر بالتعب والإرهاق أثناء النوم، وكذلك تعمل على الإحساس بالشبع لمدة طويلة.
ولتجنب الإحساس بالعطش يُنصح بشرب كمية كافية من الماء وقت السحور مع تجنب الأغذية الشديدة الملوحة (المخللات والجبن، والحلويات المركزة مثل الكنافة والبقلاوة، والمكسرات، والأطعمة الدسمة أو المقلية) وتجنب التوابل والبهارات وخاصة عند السحور؛ لأنها تزيد الإحساس بالعطش. ويستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة، أو الوجبات السريعة التحضير .
ويحصل السحور بما تيسر من الطعام، ولو على تمر لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نعم سحور المؤمن التمر) فإن لم تجد التمر شربت قليلاً من الماء, لتحصل بركة السحور.
تأخير السحور
وقت السحور: هو آخر الليل، وهو مأخوذ من كلمة السحر وتعني آخر الليل، وطرف كل شيء، والمستحب تأخيره، والدليل على استحباب تأخيره:
حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية) متفق عليه.
فقد دلِّ هذا الحديث أن قدر ما بين سحور النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبين قيامهم لصلاة الفجر (وذلك عند الأذان بعد طلوع الفجر) ما يساوي زمن قراءة خمسين آية من القرآن متوسطة لا طويلة ولا قصيرة ولا سريعة ولا بطيئة، فيدل على أن من هدي النبي صلىالله عليه وسلم تأخير السحور.
كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور فقال : (ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور).
ولعل الحكمة من تأخير السحور هي:
1- أن السحور يراد به التقوي على الصيام، فكان تأخيره أنفع للصائم.
2- أن الصائم لو تسحر قبل طلوع الفجر بوقت طويل ربما نام عن صلاة الفجر.
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤخرون السحور، كما روى عمرو بن ميمون, قال: (كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحورا).
يفضل تأخير السحور لتمكين الجسم من الاستفادة من المواد الغذائية لأكبر قدر من ساعات النهار لإمداد الجسم بالطاقة وتخفيف المشقة.