المطالعة ... والكتاب
" عندما أقرأ كتابا للمرة الأولى أشعر أني كسبت صديقا جديدا ، وعندما أقرأ للمرة الثانية أشعر أني ألتقي صديقا قديما " " أوليفر سميث "
وقال الشاعر : أوفى صديق إن خلوت كتاب *** ألهو به إن خانني أصحابي
لا مفشــيا سـرا إذا أودعتـــه *** وأفوز منه بحكمة وصواب
الكتاب نعم المعلم والرفيق ، والمؤنس والصديق ، إنه الصاحب الذي لا تمل صحبته ، والأخ الناصح الذي لا يطالب بحق عرفان الجميل ، والمحسن الكريم دون أن يفسد إحسانه بالمن الذميم ، يقول المتنبي :
أعز مكان في الدنا سرج سابح *** وخير جليس في الزمان كتاب
ولق صدق الفيلسوف ديكارت حين قال :
" إن القراءة والدرس معناهما العيش في صحبة أشرف شخصيات العصور الماضية . وهل يحلم الإنسان الكامل البصير في أكثر من أن يكون مزاملا ورفيقا لخير الناس وأشرفهم وأفضلهم فيستفيد من سيرهم وطريقتهم التي ساروا عليها في حياتهم ، كما يستفيد من تجاربهم وخبرتهم فيتأسى بأعمالهم الجليلة ، ويستوحي منها مثله العليا ؛ لأنه حين يدرس هذه الشخصيات على تنوع ميولها وضروب نشاطها الحربي أو السياسي والاقتصادي والفكري تتوسع بذلك مداركه ولا يخطئه النجاح في الطريق التي اختارها لنفسه " .
فالقراءة أحبتي زاد العقل وغذاء الروح ؛ حيث لا يمكن الإنسان أن يرتقي إلا من خلال مداومة البحث والاطلاع والقراءة فيكون لنفسه شخصية مستقلة واثقة وبالتالي يكون قادرا على العطاء وخدمة نفسه ومجتمعه