_ابن نباتة المصري
الإمام العلامة جمال الدين محمد بن محمد بن محمد بن حسن بن أبي حسن بن صالح بن يحيى بن طاهر بن محمد بن الخطيب عبد الرحيم بن نباته المصري شاعر العصر المملوكي. من ذرية الخطيب عبد الرحيم نباتة سيفالدولة المشهور، و بهذا اللقب أشتهر. أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة . ولد في زقاق القناديل في ربيع الأول سنة 686.وقد نشأ في بيت ثري وبين أسره ظاهرة الجاه و النفوذ و في ظل أب ذاع صيته في العلم و الفضل و الأدب و كثيراً ما ردّد شاعرنا الفخر بأبيه و آله و بمجد بيته. قال ابن نباتة الشعر و قد اجتاز الثالثة عشرة من عمره وذلك يدل علی موهبة صادقة وفطرة خالصة و إطلاع كبير.
وعاش ما يزيد عن الثلاثين سنة الأولى من حياته في مصر ينهل من العلم حتى نال قسطا وافراً من الثقافة الدينية والأدبية و قد تأثر الشاعر منذ طفولته بالإمام الكبير ابن دقيق العيد و أخذ العلم عن أ شهر أعلام العصر.ثم فتح كتابا للتعليم وتزوج غير أنه وفي سنة (716ه.) توجه إلی بلاد الشام و اتصل بالملك المؤيد( المتوفي 732 ه.ق )،وقال فيه شعراً كثيراً.
وبعد وفاة الملك المؤيد و خلافة ابنه الملك الافضل(المتوفی742ه.ق) ترك حماة بعد أن لمس من الملك الجديد زهداً في الحياة و عزوفا عن الشعر و الشعراء و هكذا ينتهي دور الاستقرار و المجد و يبدأ دور التنقل و لكن شهرته قد بلغت قمتها في هذه المرحلة حتی دعي بشاعر المشرق.
ثم رحل و هو في ذروة شهرته عن أرض الشام و عاد إلی مصر سنة 662بعد غياب ا ستمر نصف قرن من الزمن
أصيب بالمرض و ظل يعالج في المارستان المنصوري حتى توفي يوم الثلاثاء السابع أو الثامن من شهر صفر سنة 686ه.ق -1366م في منزله بزقاق القناديل.
وللشاعر اثار عدة نذكر منها :
1_ أثاره الشعرية: الديوان الكبير ، القطر النباتي ، سوق الرقيق ، مطالع السته، مختار ديوان ابن الرومي ( المتوفی 283ه.ق ) مختار ديوان ابن سناء الملك ( المتوفی 608 ه.ق) ، خبز الشعير ، السبعة السيارة...
2_ آثاره النثرية : سجع المطوق، مطلع الفوائد ، سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، زهر المنثور، إبراز الأخبار ، المفاخرة بين السيف و القلم ، المفاخرة بين الورد و النرجس، سلوك دول الملوك .
نموذج من شعرهسلام على عهد الصبابة والصّبا=سلام بعيد الدار لا غروَ ان صبا
مفارق أوطان له وشبيبه= اذا شرّقت أهل التواصل غرّبا
يعاودُ أحشاهُ من الشوق فاطرٌ= ويتلو عليه آخر الآي من سبا
وما زال صباًّ بالأحبة والهاً= الى أن حكاه دمعه فتصبَّبا